الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> علقمة بن عبدة الفحل >> إلى الحارث الوهاب >>
قصائدعلقمة بن عبدة الفحل
- طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ
- بُعيْد الشَّبابِ عصرَ حانَ مشيبُ
- تُكلِّفُني ليلَى وَقد شَطَّ ولْيُها
- وعادتْ عَوادٍ بيْنَنا وخُطُوبُ
- مُنعَّمةٌ لا يُسْتَطاعُ كلامُها
- على بابِها مِنْ أنْ تُزارَ رَقيبُ
- إذا غاب عنها البعْلُ لم تُفْشِ سِرَّهُ
- وتُرْضي إيابَ البَعْل حينَ يَؤُوبُ
- فلا تَعْدِلي بَيْني وبينَ مُغَمَّرٍ
- سقَتكِ رَوايا المُزْن حيث تَصوبُ
- سقاكِ يمانٍ ذُو حَبيٍّ وعارِضٍ
- تَروحُ به جُنْحَ العَشيِّ جُنوبُ
- وما أنتَ أم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً
- يُخَطُّ لـها من ثَرْمَداءَ قَليبُ
- فَإنْ تَسْألوني بالنِّساء فإنَّني
- بصيرٌ بِأدْواءِ النِّساءِ طبيبُ
- إذا شاب رأسُ المَرْءِ أو قَلَّ مالـهُ
- فليس لـه من وُدِّهِنَّ نصيبُ
- يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَهُ
- وشرْخُ الشَّباب عنْدَهُنَّ عجيبُ
- فَدعْها وسلِّ الـهَمَّ عنكَ بِجَسْرَةٍ
- كَهَمِّكَ فيها بالرِّدافِ خبيبُ
- وناجِيَةٍ أفْنَى رَكِيبَ ضُلوعِها
- وحارِكَها تَهَجُّرٌ فدُؤوبُ
- وتصبحُ عنِ غبِّ السُّرى وكأنها
- مُوَلَّعة تخشى القَنيص شَبوبُ
- تَعفَّق بالأرْطى لـها، وأرادَها
- رجالٌ فَبَذَّتْ نَبْلَهم وَكَليبُ
- إلى الحارث الوهَّاب أعلمتُ ناقتي
- لِكلكِلـها والقُصْريْين وجيبُ
- لِتُبلِغني دار امْرىءٍ كان نائيا
- فقد قرَّبتْني من نداكَ قَروبُ
- إلَيكَ ـ أبيت اللَّعْنَ ـ كان وجيفُها
- بِمُشتبِهاتٍ هَوْلُهُنَّ مَهيبُ
- تتَّبعُ أفْياءَ الظِّلالِ عَشيَّةً
- على طُرُقٍ كأنَّهُنَّ سُبُوبُ
- هَداني إليكَ الفَرقَدانِ ولا حِبٌ
- لَهُ فوقَ أصواءِ المِتانِ عُلُوبُ
- بِها جِيَفُ الحسرى فأمَّا عِظامُها
- فبيضٌ وأمَّا جِلدُها فَصليبُ
- فأوردتُها ماءً كأنَّ جِمامَهُ
- مِنَ الأجْنِ حنَّاءٌ معا وصبيبُ
- تُراد على دِمْن الحياضِ فانْ تَعف
- فإنَّ المُندَّى رِحْلَةٌ فرُكوبُ
- وأنتَ امْرؤٌ أفْضَت إِليك أمانتي
- وقبلكَ ربَّتني ، فَضِعتُ رُبوبُ
- فأدَّت بنو عَوفِ بنِ كعبٍ رَبيبها
- وغُودِرَ في بعض الجُنودِ رَبيبُ
- فواللـهِ لولا فارسُ الجَونِ منهُمُ
- لابوا خزايا والإيابُ حَبيبُ
- تُقدّمُه حتَّى تَغيبَ حُجُولُه
- وأنت لبَيض الدَّارعين ضروب
- مُظاهرُ سِربَالي حَديد عليهِما
- عَقيلا سُيوفٍ مِخذَمٌ وَرسوبُ
- فَجالدتَهُم حتَّى اتَّقوك بكبشِهمْ
- وقد حانَ من شمسِ النَّهارِ غُروبُ
- وَقاتَل من غسَّان أهْلُ حِفاظِها
- وهِنبٌ وقاسٌ جالدت وشَبيبُ
- تَخشخشُ أبدانُ الحديدِ عليهِمُ
- كما خَشخَشت يبْسَ الحصاد جنوبُ
- تجودُ بنفسٍ، لا يُجادُ بمثلـها
- وأنتَ بها ، يَوْم اللّقاء ، تطيبُ
- كأنَّ الرجال الأوس تحت لَبانِه
- وما جَمعتْ جَلُّ ، معا ، وعتيب
- رغا فَوقَهم سَقْب السَّماء فداحصٌ
- بِشكَّتِه لم يُستلَبْ وسليبُ
- كأنَّهُمُ صابَتْ عَليهمْ سحابةٌ
- صَواعِقُها لِطَيْرهنَّ دبيبُ
- فَلَمْ تَنْجُ إلا شَطبةٌ بِلِجامِها
- وإِلاّ طِمِرٌّ ، كالقناة نَجيبُ
- وإِلا كميٌّ ذوِ حِفاظٍ ، كَأنَّهُ
- ـ بماابتَلَّ من حد الظُّبات ـ خصيبُ
- وفي كُلِّ حيٍ قد خَبَطَتْ بنعمة
- فحُقَّ لِشأسٍ من نَداكَ ذَنوبُ
- ومَا مِثْلُهُ في النَّاس إلا قَبيلُهُ
- مُساوٍ ، ولا دانٍ لَذاكَ قَريبُ
- فلا تَحْرِمنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ
- فإنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القباب غريب
المزيد...
العصور الأدبيه