الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امية بن ابي الصلت >> وللـه الميراث >>
قصائدامية بن ابي الصلت
- ألا كل شيءٍ هالكٌ غير ربنا
- وللـه ميراث الذي كان فانيا
- وليٌّ لـه من دون كل ولاية
- إذا شاء لم يمسوا جميعاً مواليا
- وإن كان شيءٌ خالداً ومعمراً
- تأمل تجد من فوقه اللـه باقيا
- لـه ما رأت عين البصير وفوقه
- سماءُ الآلـه فوق سبع سمائيا
- ألا لن تفوت المرءَ رحمةُ ربه
- ولو كان تحت الأرض سبعين واديا
- تعالى وتدركه من اللـه رحمة
- ويضحي ثناه في البرية زاكيا
- كرحمة نوح يوم حل سفينة
- لشيعته كانوا جميعاً ثمانيا
- فلما استنار اللـه تنور أرضه
- ففار وكان الماءُ في الأرض ساحيا
- تَرَّفعُ في جريٍ كأن أَطِيطَهُ
- صَرِيفَ محالٍ يستعيدُ الدواليا
- على ظهر جوْنٍ لم يُعدَّ لراكبٍ
- سراه وغيم ألبس الماءَ داجيا
- فصارت بها أيامها ثم سبعةً
- وستَ ليالٍ دائباتٍ عواطيا
- تشقُّ بهم تهوي بأحسن امرةٍ
- كأنَّ عليها هادياً ونواتيا
- وكان لـها الجوديُّ نِهياً وغايةً
- وأصبح عنه موجه متراخيا
- وما كان أصحاب الحمامة خيفةً
- غداة غدت منهم تضمُّ الخوافيا
- رسولاً لـهم واللـه يُحكمُ أمره
- يبين لـهم هل يؤنَسُ الثوب باديا
- فجاءَت بِقطْفٍ آية مستبينةً
- فأصبح منها موضع الطين جاريا
- على خطمها واستوهبت ثمَّ طوقها
- وقالت ألا لاتجعل الطوق باليا
- ولا ذاهباً إني أخاف نبالـهم
- يخالونه مالي وليس بماليا
- وزدني على طوقي من الحلْي زينةً
- تصيب إذا أَتبعتُ طوقي خضابيا
- وزدني لطرف العين منك بنعمة
- وورِّثْ إذا ما متُّ طوقي حماميا
- يكون لأولادي جمالاً وزينةً
- ويَهوَيْنَ زَيْني زينةً أنْ يرانيا
- ومرهنه عند الغراب حبيبَه
- فأوفيت مرهوناً وخلفاً مسابيا
- أدلَّ عليَّ الديك إني كما ترى
- فأقبلْ على شأْني وهاك ردائيا
- امنتك لا تلبثْ من الدهر ساعةً
- ولا نصفها حتى تؤوبَ مآبيا
- ولا تُدْر كَنْكَ الشمسُ عند طلوعها
- فأعلق فيهم أو يطول ثوائيا
- فردَّ الغراب والرداءُ يحوزه
- إلى الديك وعداً كاذباً وأمانيا
- فأيّةِ ذنبٍ أم بأيَّة حجةٍ
- أدْعكَ فلا تدعو عليّ ولا ليا
- فإني نذرت حِجةً لن أعوقها
- فلا تدعونيّ دعوةً من ورائيا
- تطيرت منها والدعاء يعوقني
- وأزمعت حجاً أن أطير أماميا
- فلا تبتئس إني مع الصبح باكر
- أوافي غداً نحو الحجيج الغواديا
- لحب امرىءٍ فاكهتُهُ قبل حجتي
- وآثرت عمداً شأنه قبل شانيا
- هنالك ظن الديك إذ دال دولةٌ
- وطال عليه الليل إن لا مغاريا
- فلمَّا أضاءَ الصبح طرَّب صرخةً
- ألا يا غرابُ هل سمعت ندائيا
- على وُدِّه لو كان ثم مجيبه
- وكان لـه ندمانَ صدقٍ مواتيا
- وأمى الغراب يضرب الأرض كلَّها
- عتيقاً وأضحى الديكُ في القِد عانيا
- فذلك مما أسهب الخمر لُبَّه
- ونادمَ ندماناً من الطير غاويا
- وما ذاك إلاَّ الديك شارب خمرة
- نديم غراب لا يملُّ الحوانيا
المزيد...
العصور الأدبيه