الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امية بن ابي الصلت >> أنابت لوجه اللـه >>
قصائدامية بن ابي الصلت
- وفي دينكم من رب مريم آيةٌ
- منبئةٌ بالعبد عيسى ابن مريمِ
- أنابت لوجه اللـه ثم تبتلت
- فسبَّح عنها لومةَ المتلومِ
- فلا هي همَّت بالنكاح ولا دنت
- إلى بشر منها بفرجٍ ولا فمِ
- ولطَّتْ حجاب البيت من دون أهلـها
- تغيَّبُ عنهم في صحاريّ رِمْرم
- يحار بها الساري إذا جن ليلـه
- وليس وإن كان النهارُ بِمُعْلَمِ
- تدّلى عليها بعد ما نام أهلـها
- رسول فلم يَحَصَرْ ولم يترمرم
- فقال ألا لا تجزعي وتكذبي
- ملائكةً من رب عادٍ وجرهمِ
- أنيبي وأعطي ما سُئلتِ فإنني
- رسول من الرحمن يأتيكِ بابنمِ
- فقالت لـه أنَّى يكون ولم أكن
- بغياً ولا حبلى ولا ذاتَ قِيّمِ
- أأُحْرَجُ بالرحمن إن كنتُ مُسْلماً
- كلامي فاقعد ما بدا لك أوْ قمِ
- فسبَّح ثم اغترَّها فالتقت به
- غلاماً سويَّ الخلق ليس بتوأَمِ
- بنفخته في الصدر من جيب درعها
- وما يصرمِ الرحمن مِلأَمِر يُصْرَمِ
- فلمَّا أَتمته وجاءت لوضعه
- فآوى لـهم من لومهم والتندُّمِ
- وقال لـها من حولـها جئت منكرا
- فحقٌ بأن تُلَحيْ عليه وتُرجمي
- فأدركها من ربّها ثمَّ رحمة
- بصدق حديث من نبيٍّ مكلمِ
- فقال لـها إني من اللـه آية
- وعلَّمني واللـه خير معلمِ
- وأُرسلت لم أُرسَلْ غوياً ولم أكن
- شقياً ولم أُبعثْ بفحش ومأْثمِ
المزيد...
العصور الأدبيه