الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امية بن ابي الصلت >> هي القرار >>
قصائدامية بن ابي الصلت
- والطوطَ نَزْرَعُه فيها فنَلْبَسُهُ
- والصوفّ نجتزُّه ما أدفأ الوبرُ
- هي القرار فما نبغي لـها بدلا
- ما أرحم الأرضَ إلاَّ أننا كُفُرُ
- وطعنة اللـه في الأعداء نافذة
- تعيي الأطبّاء لا يُلوي لـها السُّبُرُ
- منها خلقنا وكانت أُمنا خُلقت
- ونحن أبناؤُها لو أننا شُكُرُ
- ويوم موعدهم أن يُحشروا زُمراً
- يومُ التغابن إذْ لا ينفع الحذرُ
- مستوسقين مع الداعي كأنّهم
- رجْلُ الجراد زفته الريح تنتشر
- وأُبرزوا بصعيد مستوٍ جُرزٍ
- وأُنزل العرشُ والميزان والزّبُرُ
- وحوسبوا بالذي لم يحصه أحد
- منهم وفي مثل ذاك اليوم معتبر
- فمنهم فرحٌ راضٍ بمبعثه
- وآخرون عَصَوْا مأواهمُ السَّقرُ
- يقول خُزّانُهم ما كان عندكمُ
- ألم يكن جاءَكم من ربكم نُذُرُ
- قالوا بلى فأطعنا سادةً بطروا
- وغرَّنا طول هذا العيش والعُمُرُ
- قالوا امكثوا في عذاب اللـه مالكمُ
- إلاَّ السلاسلُ والأغلال والسُّعُرُ
- وأُهلكوا بعذابٍ خصَّ دابرهم
- فما استطاعوا لـه صرفاً ولا انتصروا
- فذاك عيشهُمُ لا يبرحون به
- طول المقام وإن ضجَّوا وإن ضجروا
- وآخرون على الأعراف قد طمعوا
- بجنةٍ حفَّها الرُّمانُ والخَضِرُ
- منهم رجال على الرحمن رزقهمُ
- مكفَّرٌ عنهم الأخباثُ والوَزَرُ
- إن الأنام رعايا اللـه كُلَّهُمُ
- هو السَّلَيْطَطُ فوق الأرض مُسْتَطِر
- وليس يبقى لوجه اللـه مُخْتَلَقٌ
- إلاَّ السماء وإلاَّ الأرض والكَفَرُ
- لو كان منفلتٌ كانت قساقسةٌ
- يحييهمُ اللـه في أيديهم الزُّبرُ
- وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلـها
- ولا البصير كأعمى ما لـه بصرُ
- فاستخبِرِ الناس عمَّا أنت جاهلُهُ
- إذا عَمِيتَ فقد يجلو العمى الخبرُ
المزيد...
العصور الأدبيه