الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امية بن ابي الصلت >> الى الملك الاعلى >>
قصائدامية بن ابي الصلت
- إلى اللـه أُهدي مدحتي وثنائيا
- وقولاً رصيناً لا يني الدهرَ باقيا
- إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه
- إلـه ولا رب يكون مدانيا
- وأشهد أنَّ اللـه لا شيءَ فوقه
- عليّاً وأمسى ذكره متعاليا
- ألا أيُّها الإنسان إياك والردى
- فإنك لا تخفي من اللـه خافيا
- وإياك لا تجعل مع اللـه غيره
- فإن سبيل الرشد أصبح باديا
- حنانيْكَ إن الجنَّ كنت رجاءَهم
- وأنت إلـهي ربَّنا ورجائيا
- رضيت اللـهم بك ربّاً فلن
- أرى أدين إلـهاً غيرك اللـه ثانياً
- وأنت الذي من فضل منّ ورحمة
- بعثت إلى موسى رسولاً مناديا
- فقال أعنيّ بابن أُمي فإنني
- كثيرٌ به يا رب صلْ لي جناحيا
- فقلت لـه فاذهب وهارون فادعو
- إلى اللـه وفرعون الذي كان طاغيا
- وقولاً لـه أَأنت سويت هذه
- بلا وتدٍ حتى اطمأنَّتْ كما هيا
- وقولا لـه أَأَنت رفّعْت هذه
- بلا عَمدٍ أرفق إذاً بك بانيا
- وقولا لـه أأنت سوَّيْتَ وسطها
- منيراً إذا ما جنَّه الليل هاديا
- وقولا لـه من يرسل الشمس غدوةً
- فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا
- فأنبت يقطيناً عليها برحمةٍ
- من اللـه لولا اللـه لم يبق صاحيا
- وقولا لـه من ينبتُ الحبَّ في الثرى
- فيصبح منه البقل يهتز رابيا
- ويخرج منه حبه في رؤوسه
- وفي ذاك آيات لمن كان واعيا
- وأنت بفضل منك نجيت يونساً
- وقد بات في أضعاف حوتٍ لياليا
- وإني لو سبحت باسمك ربَّنا
- لأكثر إلاَّ ما غفرتَ خطائيا
- فربَّ العباد أَلقِ سيباً ورحمة
- عليَّ وبارك في بنيَّ وماليا
- رُشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما
- تجنبت تنوراً من النار حاميا
- بدينك رباً ليس ربٌّ كمثلـه
- وتركك أوثان الطواغي كما هيا
- وادراك الدين الذي قد طلبته
- ولم تكُ عن توحيد ربك ساهيا
- فأصبحتَ في دار كريم مقامها
- تعلل فيها بالكرامة لاهيا
- تلاقي خليل اللـه فيها ولم تكن
- من النار جباراً إلى النار هاويا
المزيد...
العصور الأدبيه