الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> نزل الحديد فكان سيفا قاضبا >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- نزل الحديد فكان سيفا قاضبا
- قسم العداة مشارقا ومغاربا
- بأس شديد فيه بل ومنافع
- للناس فليمض المعاند هاربا
- وبه الأمين علي كان نزوله
- فأسر قلبا بالأمان وقالبا
- في ليلة هي ليلة القدر التي
- فيها رسول الله نال مواهبا
- فأخذته بيدي اليمين حقيقة
- فوجدته أمضي السيوف مضاربا
- مقدار أربعة الأصابع قدره
- في طول باع بالرزانة سالبا
- فلذا تراني لا أحارب دائما
- هذا الورى إلا وكنت الغالبا
- أما المحب فهي قلبي والحشا
- بل كل كلي لست فيه كاذبا
- رعدت بها مني الضلوع وقد همي
- مطر علينا قبل كان سحائبا
- وملئت من أنس الوجود ووحشة العدم
- انقضت ولقد قضيت مآربا
- ولقد أماطت لي بثينة برقعا
- عن طلعة شمسية وجلاببا
- ومشت بأنواع الغلائل تنجلي
- ودنت تقلب أعينا وحواجبا
- وسعت إلى نحوي ولم أك غيرها
- فغدوت مطلوبا ولم أك طالبا
- هذا الوجود جميعه كلي بلا
- شك عداة قد حوى وحبائنا
- والخلق نارا لا يزال وجنة
- والأمر أنوارا غدا وغياهبا
- والكل كلي ما معي غيري فلا
- تتعب وكن لي في الجميع مصاحبا
- وأنا الحقيقة والشريعة لا تقف
- فيصير شيء منهما لك حاجبا
- وافعل ولا تفعل جميع أوامري
- واترك ولا تترك لنهيي تائبا
- واقعد وقم وتقاو واعجز إن ترم
- وصلي وكن بي طالعا أو غاربا
- فأنا حقيقتك المكلفة التي
- بألست قلت لها وكنت مخاطبا
- قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
المزيد...
العصور الأدبيه