الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> نحن قوم نهوى الوجوه الحسانا >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- نحن قوم نهوى الوجوه الحسانا
- وبها الله زادنا إحسانا
- وعلينا من المهيمن عين
- أوسعتنا تحققا وعيانا
- ولنا قد أدير خمر التجلي
- وبه صار كأسنا ملآنا
- وشهدنا الوجود حوضا وكانت
- صور الكل عندنا كيزانا
- إن من نال شربة منه يوما
- لا تراه على المدى ظمآنا
- وأناس قد بدّلوا الدين عنه
- طردوا فامتلوا له طغيانا
- كل ما حاولوه أبعد عنهم
- لا تلمهم أضلهم من هدانا
- حوض خير الأنام عذب زلال
- بارد سائغ لمن يتعانى
- بيننا وعده على الحوض نلقى
- صاحب الحوض مثل ما يلقانا
- وبوجه المليح سرّ شهود
- عنه ما زالت الورى عميانا
- ضلّ عنه من قبل إبليس جهلا
- وأبى عن كماله نقصانا
- وإليه اهتدت ملائكة الله
- وزادت بأمره إيقانا
- حضرات الأسما به قد تبدت
- وأبينت عند الجميع بيانا
- وعليه السجود كان دليلا
- فتسمى الإسلام والإيمانا
- كن به عارفا ودم فيه مغرى
- وتقرب له تكن إنسانا
- والذي حاد عنه فهو جهول
- حيث سماه ربه شيطانا
- إنه الباب لكن الفتح صعب
- زاد قوما خوفا وقوما أمانا
- كأس حسن وكأس عشق وإني
- بهما الآن لم أزل سكرانا
- هذه في العموم جملة حالي
- وتعالى من أنزل الفرقانا
- ولأهل الخصوص مني مقام
- كل حال في ذاته يتفانى
- كان في بيت عزتي من قديم
- ثم صارت ثيابه الحد ثانا
- وهو قرآننا بليلة قدر
- قد تلوناه ساعة وتلانا
- إن تكن قد مضت لأحمد صحب
- إننا لم نزل له إخوانا
- هكذا جاء في الأحاديث عنه
- ودّلو أنه يكون رآنا
- ظاهر العلم في الصحابة باد
- وهو علم التكليف إنسا وجانا
- والذي قد بدا بنا هو علم
- زاد عن كل باطن إبطانا
- وهو علم التشريف علم المزايا
- ليس ظنا لنا ولا حسبانا
- بل يقين محقق أخذته
- قومنا بالشهود آنا فآنا
- وهو علم الإله يظهر فيمن
- قرأ الله ذاته وقرآنا
- خذه منا بالحال والقال وادخل
- لحمانا وافرغ لنا عن سوانا
- هو عشق لا وهم لا فهم فيه
- لا تواني لا فكر لا إذعانا
- يملأ العقل يملأ الحس نورا
- كل من عز في معانيه هانا
- هو أمر ترى الجبان شجاعا
- إن بدا منه والشجاع جبانا
- ليس يدريه غير صاحب قرب
- كلما أبعد الجميع تدانى
المزيد...
العصور الأدبيه