الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> فراشتي رأت النور الذي ظهرا >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- فراشتي رأت النور الذي ظهرا
- نور الوجود الحقيقي يخطف البصرا
- وهاجها النفخ في الناي الرخيم وقد
- بدا الجمال من الوجه الذي بهرا
- فألقت النفس منها فيه فاحترقت
- فلم تغادر لها عينا ولا أثرا
- والناس قد جهلونا في فراشتنا
- على اختلاف لهم في حقنا اشتهرا
- فقال بعض هوت للنار تعبدها
- والبعض قال عليها وهمها قهرا
- وقال بعض لها عشق يهيج بها
- فتحسب النار نورا والهوى غدرا
- وكلهم أخطأوا فيها الصواب ولم
- يشعر بها غير حر يعرف القمرا
- يدري التجلي من الغيب الفريد على
- من كان للفاعل الحق الحقيق يرى
- هذا ومن عجب أن الفراشة لا
- تبقى على حالها لما قضت وطرا
- وكلما سقطت في الأرض محرقة
- عادت كما هي داعي سرها جهرا
- حتى تعود إليه وهو يحرقها
- وباطل هي وهو الحق قد ظهرا
- نحن الفراش جميعا حول شعلته
- نطوف لكن درت عشاقنا الخبرا
- كما أتى في كتاب الله يوم يكون
- الناس هم كالفراش البث منه طرا
- وليس يدري الذي لا عشق فيه إلى
- وجه المليح ولا كيف الغرام جرى
- في الغيب نور حقيقي يجل فلا
- يهواه إلا الذي عمن سواه سرى
- له ظهور بأشكال قد اختلفت
- فيعشقون له الأشكال والصورا
- وهو الجميل فلا شيء يشابهه
- والقلب يعرف من كل القلوب برى
- يا ناظرون قفوا ما عندكم خبر
- حتى تذيبوا الحشى والعقل والفكرا
- فراشكم لا يرى نور المليح ولا
- ذاك الجمال الذي عندكم قد استترا
- وإنما جيف الدنيا لكم فتن
- وغيركم قلبه غيب الغيوب درى
المزيد...
العصور الأدبيه