الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> بدت الحقيقة من خلال ستورها >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- بدت الحقيقة من خلال ستورها
- واستأنست من بعد طول نفورها
- وتبسمت في وجه عاشقها الذي
- قد هام منها في بياض ثغورها
- وتلبست للطارقين على الهوى
- بسواد مقلتها وبيض شعورها
- فأقم قوامك وانتظر وانظر ولا
- تشغل زمانك بالجنان وحورها
- واخلع لها ثوب الفنا هي بالفنا
- واقبل على المرفوع من مكسورها
- لا بل نعم بل كيف بل كم هذه
- هي روضة قد عطرت بزهورها
- وشدت على عيدانها أطيارها
- فاسمع معي منها غناء طيورها
- وانظر لبلبلها يغرد مطربا
- في روح هذا الكون مع شحرورها
- صدق الذي قد قال فيما قاله
- في طيها الترتيب من منشورها
- خفيت وما خفيت وقد ظهرت وما
- ظهرت وقام خفاؤها بظهورها
- كتم ولا كتم وإفشاء ولا
- إفشاء فيها عند أهل أمورها
- هي وهي وهي هي التي هي عندهم
- هي عندنا هي في حجاب خدورها
- شمس بها كل الشموس تنورت
- منها ولاحت في ذوات بدورها
- من قال من هي قلت من هي مثله
- قولا يحققني بورد صدورها
- هي هكذا هي هكذا هي هكذا
- يا تائها في نفسه بخطورها
- لا مثل قولك هكذا يا هكذا
- ما حزنها في القلب مثل سرورها
- كلا ولا خيراتها في قرينا
- منها كمثل البعد وقت شرورها
- طابت فطيبتها تفوح بطيها
- في وردة الأكوان من منشورها
- الله أكبر إنها النبأ الذي
- في نارها وقع الجهول ونورها
- ولقد بدت كاساتها مملوءة
- من مائها الصافي وصرف خمورها
- ولطيف ما قد سال من لبن لنا
- في ضرع نسبتنا بأرض نهورها
- وحلاوة العسل الذي هو رائق
- من نحل أنفسنا وبيت قبورها
- هي سورة في الذكر تتلى دائما
- هي صورة من نفخها في صورها
- قالت بها كل الرجال كقولنا
- لكن بنا قالوا لأجل قدورها
- تلك القدور الراسيات على العمى
- تلك التماثيل التي لجحورها
- عكفوا عليها لائذين بحبها
- إن المحبة دكها في طورها
- ناجى بها موسى الكليم وقد رقى
- عيسى بها روح الدجى ببكورها
- وتبينت في آدم الجسد الذي
- هو للتراب المحض من مقبورها
- وأتاك إسلام الخليل بها وقد
- سكنت مع الحركات عامر دورها
- فاستحيلها بيضاء سوداء السوى
- بك وافهم المقصود من مذكورها
- صح الحديث فخذ بما هو ظاهر
- هذا هو المعروف من منكورها
- عين غدت كل العيون جفونها
- يا قطرة فزنا بكل بحورها
- جيد الزمان بعقدها متزين
- وهي التي تزهو ببيض نحورها
- ولها بها منها صلاة شؤونها
- تتلو السلام بصفوها لكدورها
- ما هينمت نسماتها وتألقت
- منها البروق على مرور دهورها
- وبها زهت ذات الستور ملاحة
- وتنزهت في عاليات قصورها
- وتفاخرت وسمت على كل الورى
- وتطاولت عنهم بنفي قصورها
- قصرت محاسنها على عشاقها
- فاشتاق ناظرها إلى منظورها
المزيد...
العصور الأدبيه