الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> أنا العاشق السالي لوجهك يا علو >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- أنا العاشق السالي لوجهك يا علو
- وطعم الجفا مرّ وطعم الوفا حلو
- جمعت بها الأضداد من كل حالة
- فميت وحيّ ثم مع يقظة سهو
- وإني أنا الموجود عنها بهالها
- وما أنا موجود وما لغتي لغو
- وسكر ولا سكر إذا ما شهدتها
- وإن حجبت عني فصحو ولا صحو
- وسيرو ولا سيرو كشف وغفلة
- وعلم ولا علم وشجور ولا شجو
- تجهمت شأو العشق في نشأة الصبى
- وما من صبي فيها ولا عشق ولا شأو
- وداء الهوى داء عضال لدى الورى
- وما نافع فيه المداواة لا سأو
- ونلت على قدر المنى رتب المنى
- وما يستوي الولهان والفارغ الخلو
- وما قيدتني حالة دون حالة
- فلا كدر في الحب عندي ولا صفو
- وأصبحت في أوج الحقيقة راقيا
- فلا طلب مني لشيء ولا رجو
- ولا وحشة والكون أنس وبهجة
- يلذ من الحادي لركبانه الحدو
- ولا سفر لا غربة لا إقامة
- ولا حضر يوم اللقاء ولا بدو
- لقد شغلتنا الظاهرات بمن بها
- لنا ظاهر حتى استوى الجدّ واللهو
- ورقت غليظات الأمور وروّقت
- كؤوس المعاني فالأماني لها تلو
- فلا عجب إن طرت من رونق الهوى
- وإن زج بي في نور غيبي فلا غرو
- وما الفخر إلا فخر مثلي على السوى
- وزهو مقامي في التجلي هو الزهو
- ولي نفس يعلو بغير تكلف
- وغير بتكليف له النفس الربو
- وبحر المنى رهوا تركناه للورى
- وما بحر عشقي عند خائضه رهو
- بدت نار ليلى والظلام ينيرها
- من الكون حتى زال عندي لها العشو
- وما كل ذي قلب ينال منالنا
- من الغيب لكن كل بئر له دلو
- هي الروضة الغناء أغنت بحسنها
- عن الكل فيها عرعر الغير والسرو
- وأغصانها منها تدلت كرامة
- علينا وقد طاب التناول والعطو
- هي الجنة الفردوس والقلب بابها
- ومن جاءها من نفسه صدّه العمو
- ولا جهل والعلم اللدني شعارها
- ولا ذنب أذ منها التجاوز والعفو
- تعلقها قلبي فأوردت الردى
- لنفس فأفنت والهوى للردى صنو
- فريدة حسن لم تزل أحدية
- وليس لها مثل وليس لها كفو
- علامتها محو النفوس إذا بدت
- وذلك محو للنفوس ولا محو
- تجلت على العشاق نحو مرامهم
- فلذلهم في حبها ذلك النحو
- ويسعى ويعدوكل شيء بأمرها
- إليها فيحلو منهم السعي والعدو
- وكنت وكانت حيث لا كان ههنا
- ولكن على المعنى لها القهر والسطو
- تعالت كما شاءت بنا وتباركت
- فجلت عن الإفهام وانقطع الخطو
المزيد...
العصور الأدبيه