الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> يفدي كرام الحمى منكم كرائمه >>
قصائدابن نباتة المصري
- يفدي كرام الحمى منكم كرائمه
- ويعبق الروض إن ولّت كمائمه
- با آل تغلب لا يغلب تصبركم
- صرف الزمان ولا تزهب عظائمه
- ليس النفائس مما تأسفون بها
- ولا التثبت منقوض عزائمه
- ولا تلوم ولو فاضت جفونكم
- على المصاب الذي انقضت حوائمه
- فأكرم الدمع ما سحت بوادره
- من الوفاء وما انهلت سواجمه
- إناالى الله من رزء براحلة ٍ
- بكى لها الحرم الأقصى وقادمه
- وبئر زمزم قد هاجت مدامعها
- وبيت وائل قد ماجت دعائمه
- إن لم تزاحم بأولاها لها نسيباً
- فقد غدت بمساعيها تزاحمه
- قريبة كل عن أوصاف رتبتها
- سجع الفتى وهو منشي القول ناظمه
- و أوحشت صدر محراب بفقد حلاً
- كأنها دمعة مما تلازمه
- ما خص مأتم أهليها بل اتفقت
- في كل بابٍ من التقوى مآتمه
- فلو بكت سور القرآن من أسف
- لانهلّ جفن النسا مما تكاتمه
- و لو أطافت بنات النعش لا بتدرت
- تنافس النعش فيها أو تساهمه
- و لو درى القبر من وافاه لاحتفرت
- من السرور بلا كفّ معالمه
- إن يغد روضاً فقد ارسى بجانبه
- غيث الدموع وقد جادت غمائمه
- و هب من طي مثواه نسيم ثناً
- يودّ نشر الغوالي لو يقاسمه
- وزيد في الحور ذي حجب ممنعة
- يمسي ورضوان في الجنات خادمه
- مضى لأخصب من أوطانه وقضى
- فما على الدمع لو كفت سوائمه
- هو الحمام الذي خففت قدرته
- فكيف تنكر أمراً أنت عالمه
- لايفتأ الليل أن ترمى كواكبه
- نبلاً ولا الصبح أن تنضى صوارمه
- بينا الفتى رافع الآمال خافضها
- اذ انتحى من صروف الدهر حازمه
- ان يمس ربعك قد راعت نواعيه
- فطالما صدحت أنساً حمائمه
- و ان يكن بيت صبري قد ألم به
- عديّ دهرٍ فقد سلاه حاتمه
- لا تجزعن أبا العباس من خطرٍ
- عداك فالوقت باكي الفكر باسمه
- و ذاهب بات طرف الخير ذا سهر
- عليه وهو قرير الطرف نائمه
- ما ضره في مطاوي الأرض منزلة
- وأنت دافنه والله راحمه
المزيد...
العصور الأدبيه