الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> نظير أبٍ كنا فقدنا ومحبوب >>
قصائدابن نباتة المصري
- نظير أبٍ كنا فقدنا ومحبوب
- يميناً لقد جددتَ لي حزنَ يعقوب
- وهيجتَ أحزاني على خير صاحبٍ
- لقيت الذي لاقاه يا خيرَ مصحوب
- لئن كنت خالاً زانَ حجب أخوّة
- لقد كنت وجهاً للتقى غير محجوب
- وإن كنت كم أقررت لي عين فارحٍ
- لقد سخنت من بعدها عين مكروب
- أقلبُ قلباً بالأسى أيّ واجب
- وأندب شخصاً في الثرى أيّ مندوب
- بكيتك للحسنى وللبر والتقى
- وللبركات الموفياتِ بمطلوبي
- وللشمل مجموعاً بيمنك وادعاً
- وللخير كم سببته خير تسبيب
- بكتك محاريب التهجد في الدجى
- بكاءَ شجٍ حاني الجوانح محروب
- بكتك زوايا الزّهد كانت خبيئة ً
- لسكانها تدني لهم كلّ مرغوب
- بكتك ذوو الحاجاتِ كنت اذا دعوا
- سفيراً لمضرورٍ مجيراً لمنكوب
- بكتك ديارٌ كنتَ أعطفَ والداً
- لمن حلّ من شبانها ومنَ الشيب
- وطائر يمنٍ قد أويتَ كوكرها
- إلى نسب القربى بها خيرَ منسوب
- إذا ألسنُ الآثارِ عنكَ تذاكرت
- شممنا على تذكارها نفحة َ الطيب
- عليكَ سلامُ الله من مترحلٍ
- ترحّلَ ذي جودٍ من السحب مسحوب
- وهنئتَ بالجناتِ يا تاركي على
- سعيرٍ من الأحزان بعدك مشبوب
- نفارقُ محبوباً بدمعٍ وحسرة ٍ
- فمن بين تصعيدٍ عليك وتصويب
- وخففَ ما نلقى من الحزن أننا
- بمن غاب عنا لاحقون بترتيب
- وما هذه الأيامُ الا ركائب
- الى الموتِ في نهجٍ من العمرِ مركوب
- إذا ظنّ تبعيد الحمامِ وصلنه
- بشدٍّ على رغم النفوس وتقريب
- فكم هرمٍ أو ناشيءٍ عملت به
- عواملُ من مجرور خطبٍ ومنصوب
- وكم هين الأخلاق أو متغلب
- نفاهُ بحتمٍ غالب غير مغلوب
- وكم ذي كتابٍ في الورى وكتيبة ٍ
- غدا داخلاً من موته تحت مكتوب
- وكم غافلٍ يلهو بساق من المنى
- يدبرُ على أمثالهِ وعدَ عرقوب
- وكم آملٍ في العمريحسب حاصلاً
- أتاه حمامٌ عاجلٌ غير محسوب
- ودم يا إمامَ الوقت عمن فقدتهٌ
- وعش عيش مرجو مدى الدهر مرهوب
- مضى الخال حيث الوجه باقٍ لمادحٍ
- فما الدهرفيما قد أتاه بمعتوب
المزيد...
العصور الأدبيه