الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن شهيد >> هاتيك دارهم فقف بمعانها >>
قصائدابن شهيد
هاتيك دارهم فقف بمعانها
ابن شهيد
- هاتيك دارهم فقف بمعانها
- تجد الدموع تجد في هملانها
- عجنا الركاب بها فهيج وجدنا
- دمن ذعرن السرب من إدمانها
- دار عهدت بها الصبا لي دوحة
- أتفيأ الفرحات من أفنانها
- أرعي على بقر الأنيس بجوها
- وأحكم الصبوات في غزلانها
- وإذا تهادت بالشموس نواعما
- فيها الغصون جنيت من رمانها
- قضت النوى بذياد رجح عينهم
- ظلما وكان الدهر من أعوانها
- فبدا لهم وجه الفراق موقحا
- آت على خبر النوى بعيانها
- يقذفن در الدمع في يوم النوى
- عن جمة لعب الأسى بجمانها
- ودعتهم وبنات قرح في الحشا
- دون الضلوع تشب من نيرانها
- وأسلتها ذوب الجفون كأنها
- ايدي بني المنصور في سيلانها
- يا صاحبي إذا ونى حاديكما
- فتنشقا النفحات من ظيانها
- وخذا لمرتبع الحسان فربما
- شفع الشباب فكنت إلف حسانها
- عاودت ذكر العيش فيه وما انقضى
- من صبوتي وطويت من أزمانها
- فبكيت من زمن قطعت مراحلا
- وشبيبة أخلقت من ريعانها
- ورعيت من وجه السماء خميلة
- خضراء لاح البدر من غدرانها
- وكأنما فيه الثريا جوهر
- نثرت فرائده يدا دبرانها
- وكأنما الشعرى عقيلة معشر
- نزلت بأعلى النسر من ولدانها
- وكأنما طرق المجرة منهج
- للعامرية ضاء من فنيانها
- المعجلين عداتهم برماحهم
- والجاعلين الهام من تيجانها
- أنا طودها الراسي إذا ما زلزلت
- أيدي الحوادث من فؤاد جبانها
- وعلي للصبر الجميل مفاضة
- زغف أفل بها شباة سنانها
- وكأنني لما كرمت وقد شكت
- أرضي الحوادث غبت من حدثانها
- والنفس نفس من شهيد سنخها
- سنخ غدت منه العلا بلبانها
- ما احول نحوي لحظ مقلة ساخط
- إلا وضعت السهم في إنسانها
- ولو أنه نطح النجوم بقرنه
- كنت الزعيم له بنحس قرانها
- وقضت بعز النفس مني دوحة
- من عامر أصبحت من أغصانها
- اسري لهم بالخيل حتى خيلوا
- أن الجبال رمتهم برعانها
- ورمى العدى بكتائب ملء الفضا
- أغمدن نصل الصبح في رهجانها
- من كل سلهبة تطير بأربع
- ينسيك مؤخرها التماح لبانها
- نشأوا بزاهرة الملوك ومائها
- وكأنهم نشأوا على غسانها
- وأرتهم العرب الكرام مصاعها
- فتعلموا من ضربها وطعانها
- يا ابن الأبالج من معافر والذي
- أربى يزيد على علا بنيانها
- أعلى كتابك في مهمي حرمتي
- وجلا جوابك من دجى حرمانها
- فليطلعن إليك من زهر الحجا
- أبكار شكر لحن في إبانها
- حر القوافي ماجد في أهلها
- والشعر عبد في بني عبدانها
- مدح الملوك وكان أيضا منهم
- ولقد يرى والشعر من ذؤبانها
- أمسى الفرزدق كفؤها في حوكه
- وجرى القضاء لها على صلتانها
المزيد...
العصور الأدبيه