الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن شهيد >> فريق العدا من حد عزمك يفرق >>
قصائدابن شهيد
فريق العدا من حد عزمك يفرق
ابن شهيد
- فريق العدا من حد عزمك يفرق
- وبالدهر مما خاف بطشك أولق
- تيممته والعد حولك جحفل
- وقارعته والنصر دونك خندق
- عجبت لمن يعتد دونك جنة
- وسهمك سعد والقضاء مفوق
- ومن يبتني بيتا ليقطع دونه
- ممر رياح النصر وهو الخورنق
- وما شرب ابن الشرب قبلك خمرة
- من الذل بالعجز الصريح تصفق
- توهم فيه الرعن حصنا فزرته
- بأرعن فيه مرعد الموت مبرق
- وحولك أسياف من السعد تنتضى
- وفوقك أعلام من النصر تخفق
- بابيض مسود الدلاصي كأنه
- شهاب عليه من دجى الليل يلمق
- وأسود مبيض القباء كأنما
- يطير به نحو الكريهة عقعق
- وخيل تمشى للوغى ببطونها
- إذا جعلت بالمرتقى الصعب تزلق
- أدرت رحى الحرب الزبون بساحة
- وغالبته والجو بالبيض يعبق
- فلما حوت كفاك رمة أمره
- وشد بكف الحصر منه المخنق
- واسقيته من جمة الأمن صافيا
- إذا ذاقه من ذاقه يتمطق
- وكم لك مثلي مسترق مكارم
- بعفوك من رق المنية يعتق
- كشفت سماء المجد عنك فلم أجد
- سوى كرم عن طيب خيمك ينطق
- فإن أنا لم أشكرك أبيض معرقا
- فلا هزني للمجد أبيض معرق
- فيا أيها الباغي الفرار أمامه
- هو الموت فاعلم أنه سوف يلحق
- غناك سعدك في ظل الظبا وسقى
- فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
- سقيا لأسد تساقى الموت أنفسها
- وتلبس الصبر في يوم الوغى حلقا
- قامت بنصرك لما قام مرتجلا
- خطيب جودك فيها ينثر الورقا
- سريت تقدم جيش النصر متخذا
- سبل المجرة في إثر العلا طرقا
- في ظل ليل من الماذي معتكر
- يجلو إلى الخيل منه وجهك الفلقا
- وصفح قرن غداة الروع يكتبه
- من الظبا قلم لا يعرف المشقا
- أجريت للزنج فوق النهر نهر دم
- حتى استحال سماء جللت شفقا
- وساعد الفلك الأعلى بقتلهم
- حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا
- من كل أسود لم يدلف على ثلج
- بأن جدك يجلو صفحه يققا
- كأن هامته والرمح يحمله
- غراب بين على بان النقا نعقا
- إذا ونى ثغر الخطي ثغرته
- أو عاذ بالنهر مسلوب القوى غرقا
- وأي نهر يرجي العبر عابره
- وسفنه طافيات غودرت فلقا
المزيد...
العصور الأدبيه