الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن سهل الأندلسي >> يا واحداً في الفضلِ حالفني ندى >>
قصائدابن سهل الأندلسي
- يا واحداً في الفضلِ حالفني ندى
- يدِهِ محالفة َ النّدى لمحلِّقِ
- فازتْ منايَ بهِ وقرتْ أضلعي
- هاتيكَ لم تُخفقْ وذي لم تَخْفقِ
- فاضتْ لهاهُ وأطرفتْ في نوعها
- أذهبنَ مذهبَ مغربٍ أو مغرقِ ؟
- إن يكسُ عطفي فالسماءُ بجودها
- تكسو الربى خلعَ النباتِ المونقِ
- أما نداهُ فكوثرٌ وفناؤهُ
- عَدْنٌ وهذا الزيُّ من إستبرَقِ
- ما زالَ يُظهرُ فيَّ آية َ جودِهِ
- حتى كساني بالسحابِ الأزرقِ
- زَارَتْ سحائِبُهُ البقاعَ حفاوة ً
- حيثُ السحابُ معَ الثرى لا يلتقي
- إني سجعتُ حمامة ً بمديحهِ
- فأفادني لونَ الحمامِ الأورقِ
- ولقَدْ تمرَّسَ بي مَلِيّاً بحرُهُ
- حتى تبينَ درهُ في منطقي
- يا جودَهُ بَلَّغْتَني ما أشتهي
- وملكتَني وكفيتَني ما أتَّقي
- كنْ موسماً لمطامعي، أو ميسماً
- في جبهتي ، أو مغفراً في مفرقي
- يعطي ويحذو حذروهُ ابنٌ ماجدٌ
- أخْذَ الرّبيعِ عن الغمامِ المغدقِ
- ما حيلتي بِنَداكُما وقد التقى
- بحرا سماحٍ في مجالٍ ضيقِ
- ماذا التأنقُ في السماحة ِ خففوا
- عنكمْ وعنْ هذا اللسانِ المرهقِ
- ما المزنُ إلا محسنٌ لكنكمْ
- حزتمْ شفوفَ المحسنِ المتأنقِ
- أثْقَلْتُماني إنّما بيَ خَجْلة ٌ
- من أن أقول لهبة ِ الجودِ ارفقي
- قومٌ إذا ارتجلوا المكارمَ نمقوا
- ما لا تنمقهُ روية ُ ملفقِ
- أعْطَيتَها صُفراً كأنَّ بوارقاً
- زارتْ يدي لكنها لمْ تقلقِ
- حيَّيْتَ آمالي بطاقة ِ نَرجسٍ
- أدرَكتُ نَفْحَتها بِغيرِ تَنَشُّقِ
- نورتَ مني حالة ً دهماءَ لوْ
- مسحَ الصباحُ أديمها لم تشرقِ
- بَيَّضتَ عُمرِي كلَّهُ وأعدتَهُ
- برّاً فما هوَ بالعقوقِ الأبلقِ
- أذهَبْتَ عني الجدبَ حتى خفتُ أن
- أنمى إلى الأدبِ انتماءَ الملصقِ
- ولَّيتَ إحلالي لواحظَ نائمٍ
- و رأيتَ خلاتي بلحظِ مؤرقِ
- و رأيتَ بي ضنكاً وهونَ بضاعة ٍ
- فهززتَ عِطفَ منفِّسٍ ومنفِّقٍ
- استخلص ابنُ خلاصٍ الهِممَ التي
- فتنَ النجومَ بأسعدٍ وتألقِ
- صَدَقَتْ مخايلُ جودِهِ ونشتْ كما
- تبدُو تباشيرُ الصباح المُشرقِ
- لا مثل جودٍ يضمحلُّ كأنهُ
- بُشرى هلالِ الفطرِ غيرَ محقَّقِ
- كالطودِ لكن فيهِ هزة ُ عاطفٍ
- كالليثِ لكنْ فِيهِ شيمة ُ مُشفقِ
- كالظلَّ إلا نورهُ وثبوتهُ
- كالشمسِ إلاّ في لظاها المحرقِ
- أحيا الصحابة َ والداية َ عصرهُ
- وأماتَ مَغربُهُ حديثَ المَشْرِقِ
- يا أهلَ سبتة َ هذه السيرُ التي
- أبدتْ فضائلَ مَن مضى في من بقي
- و ضحتْ ولمْ تعثر يدا متتبعٍ
- مثل الحروفِ لمسنَ فوقَ المهرقِ
- يلقاكَ بَيْنَ وزَارتيهِ وبِشرِهِ
- كالسيفِ راعَ بمضربينِ ورونقِ
- تجني المَعالي من رسومِ عُلاهُ ما
- تجني الصنائعُ من حدودِ المنطِقِ
- و إذا تعرضهُ الحسودُ فمثلما
- يتعرضُ البرهانَ قولُ ملفقِ
- أدركتُ سؤلي مِنْ نَداكَ شهامة ً
- ومدائِحي في نجدِ مجدكَ ترتقي
- ما لاحَ سرُّ الدهرِ قبلكَ إنما
- كانَ الزمانُ كمامة ً لمْ تفتقِ
المزيد...
العصور الأدبيه