قصائدابن سهل الأندلسي



أصيخوا فمن طورِ انبعث الندا
ابن سهل الأندلسي



  • أصيخوا فمن طورِ انبعث الندا

  • وشِيموا فإنَّ النور في الشرقِ قد بدا

  • هو الفتحُ قَدْ فاجَا فأحيا كأنّما

  • هو القطرُ لم يضربْ مع الأرضِ موعدا

  • أتى اليسرُ يسعى في طريقٍ خفية ٍ

  • كما طَرقَ الإغفاءُ جفناً مُسَهَّدا

  • كتمت بها هديَ الإمارة ِ مدة ً

  • فعالَ كميّ يذخرُ السيفَ مغمدا

  • و لما انتضاهُ أدركَ النصرَ منهى ً

  • بحديه لما استقبلَ الحزمَ مبتدا

  • لقد نسقتْ يُسرينِ في العسرِ بيعة ٌ

  • حوَتْ إمرة ً عُليا وَعَهْداً مجدَّدا

  • فذي تَنْشُرُ الرائينَ شَمْساً منيرة ً

  • و ذا يكنفُ الآوينَ ظلاًّ ممددا

  • وذي معقلٌ نائي الذُّرى لمن انطوَى

  • و ذا مرتعٌ داني الجنى لمن اجتدى

  • فقَدْ طلَعَ البَدْرانِ بالسَّعدِ والسَّنا

  • وقَدْ مُزِجَ البحرانِ بالبأسِ والندى

  • فيا أهلَ حِمصٍ أيقظوا من رجائكُمْ

  • فقدْ جاء أمرٌ ليس يترككمْ سدى

  • و قدْ بلغتْ شكوى الجزيرة مشفقاً

  • و وافى صراخُ الحيَّ شيحانَ منجدا

  • ونِيطَتْ أماني أهلِ دينِ محمّدٍ

  • بذي سيرٍ ترضى النبيَّ محمدا

  • حباكمْ أميرُ الهَدْيِ مِنْ أهلِ بيتِهِ

  • بأدناهُمُ قُربَى وأبعدِهِمْ مدى

  • بأروعَ حلَّ البدرُ منهُ مفارقاً

  • ونسجُ القوافي مِعْطَفاً والنَّدى يَدا

  • فأرْعِ بِهِ عَيْنَيْكَ طَلْعَة َ ماجدٍ

  • تختَّمَ بالعلياءِ واعتمَّ وارْتَدى

  • سما حيثُ لم يُلْحَقْ فَلَوْلا انفرادُهُ

  • هنالِكَ مِنْ تِرْبٍ لخلناهُ فَرقدا

  • وما ضرَّ أنْ غابَ الأميرُ وخصَّكُمْ

  • بِتابِعِهِ قولاً وفِعْلاً ومحتِدا

  • تلفُّهما في العنصرِ الحرِّ نِسبَة ٌ

  • كما قُبِسَ المصباحُ أو قُسِمَ الرِّدا

  • و ما بعدتْ شمسُ الضحى في محلها

  • وقَدْ ألحفَتْكُمْ نُورَها متوقّدا

  • إذا المزنُ أهدى الأرضَ صفو قطارهِ

  • فقد زارَ بالمعنى وأخفى التمهدا

  • أبا فارسٍ حَسْبُ الأمانيِّ أنّها

  • نجومٌ تلقّتْ مِنْ قُدومِكَ أسْعُدا

  • طلعتَ فأبهجتَ المنابرَ بالتي

  • بَنَتْ فوقَها أعلى وأبقى وأرشدا

  • فلو أنَّ عوداً مادَ في غيرِ منبٍ

  • لأبصرتها من شدة ِ الزهوِ ميدا

  • لك الحكمُ في دين الصليبِ وأهلهِ

  • تُسالِمُ ممتنّاً وتَغْدو مؤيَّدا

  • إليكَ حدا الإسلامُ رأياً وراية ً

  • فأوسعهما عنهُ سداداًْ وسؤددا

  • وإنّا لنرجو مِنْ مَضائِكَ هَبّة ً

  • تُعيدُ عَلى الدِّينِ الشبابَ المجدَّدا

  • فقد أنشأتكَ الحربُ في حجراتها

  • كما تَطْبعُ النارُ الحسامَ المهنّدا

  • ألفتَ من الأعلامِ والدمِ والظُّبى

  • تصلُّ، أغاريداً وظلاًّ وَمَوْرِدا

  • تَرى السيفَ يدمى والقناة َ كأنّما

  • ترى معطفاً لدناً وخداً موردا

  • فَكَمْ مِنْ ضَجِيعٍ رائقٍ بحشيّة ٍ

  • تعوضتَ منها أجرداً ومجردا

  • تهشُّ إلى الأقرانِ حتى كأنما

  • تُلاقي لدى الرَّوعِ الحبائبَ لا العِدا

  • يميناً لأنتَ الليثُ لولا حزامة ٌ

  • ترينا بعطفيك اللاصَ المسردا

  • سريتَ مسيرَ الصبحِ لا يعرفُ الونى

  • و لا ينكرُ الصيقين بحراً وفرقدا

  • فهل خلتَ غبرَ البيدِ روضاً منوؤاً

  • وهل خلتَ لُجَّ اليمّ صَرْحاً ممرَّدا

  • غدا منكَ هذا البحرُ للناسِ ساحلاً

  • أصابت به الغرقى ملاذاً من الردى

  • أتى بكَ أفشَى منهُ صيتاً وهيبة ً

  • و أغربَ أنباءً وأندى وأجودا

  • أما إنَّ هذا البحرَ أهداكَ حجة ً

  • لمن قالَ إنَّ الغيثَ منهُ تولدا

  • أآلَ أبي حفصٍ خذوها بقوة ٍ

  • و حلوا لها في ساحة ِ الصدقِ مقعدا

  • فأنتم ألولوها ما لكمْ منً منازعٍ

  • و إن أنكرتْ شمسَ الضحى عينُ أرمدا

  • هبوا غيركمْ نال الإيالة َ قبلكمْ

  • وأصدَرَ فِيها مُسْتَبِدّاً وأوردا

  • كذاك يسوسُ البيضَ فينٌ وصيقلٌ

  • و ما فخرها إلاً لمن قدْ تقلدا

  • إذا ما اقتدى الأعلى بمنْ هوَ دونهُ

  • فغرُّ الغوادي والدراري لكمْ فدا

  • وإن ضَحِكَتْ سنُّ الهدى عن إمارة ٍ

  • فعنكمْ وعنْ أيامكم يضحكُ الهدى

  • ودُونَكَ مِن دُرِّ الثّناءِ مُنَظَّماً

  • بحيثُ غدا دُرُّ الهباتِ مُبَدَّدا

  • قوافٍ لكَ انساغتْ وفيكَ تيسرتْ

  • شياعاً فأضحَتْ في ثنائِكَ شُرَّدا

  • فأصبحَ سُؤلي مِنْ سَماحك مُتْهِماً

  • و أصبحَ شعري في معاليك منجدا



أعمال أخرى ابن سهل الأندلسي



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟