الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> أبو الهدى الصيادي >> رب ليل جلت به الأخطار >>
قصائدأبو الهدى الصيادي
- رب ليل جلت به الأخطار
- واستطالت وقد جلاها النهار
- حكم في برودها مضمرات
- أودعتها أسرارها الاقدار
- وشؤون الأيام طي ونشر
- ولهذين في الملا أطوار
- قد تغيب البدور في الطمس حينا
- ويحيى الأهلة الإظهار
- لا تقل للهلال إذ لاح فضل
- أو على البدر حين يطمس عار
- حركات أدارها وارد الامر
- لسر حارت به الأفكار
- ومعان ستنجلي يوم إظهار
- الخبايا إذ تكشف الأستار
- هزنا الطبع فاحتفلنا بدنيا
- ما لشخص فيها وحقك دار
- كلنا ظن أنه صاحب الدار
- وما غير ربنا ديار
- عمر الخلق فارس تحته اقفر
- تطوى للسير منه القفار
- والمطيطاء مشية الناس للاعمال
- فانظر هل فوق هذا خسار
- ذهب الخلص الكرام وقل الخير
- فينا وقلت الأخيار
- مات من دأبهم جميل الايادي
- واصطناع المعروف والإيثار
- قد طوتهم يد الزمان فبادوا
- وتواروا تحت التراب وساروا
- مات قوم بهم لدى القحط يستسقى
- وفي الحال تنزل الأمصار
- عاهدوا الله عهد صدق على الحق
- فهم دائما له أنصار
- ما رأوا طاعة المهيمن قولا
- لأمور قضت بها الأوطار
- وبقينا بمعشر فقراء الخلق
- لكن أغناهمو الدينار
- يزعمون الكمال بالعم والجدد
- غرورا وهكذا الأشرار
- وإذا هزهم كريم لأمر
- صغروا بعد كبرهم ثم حاروا
- أسرفوا حيث شرفوا النفس بالدرهم
- جهلا حتى على الجار جاروا
- عظمت ضجة العجائب فينا
- وتساوى الانجاد والأغوار
- وتعالى الفجار وانخفض الأبرار
- والماء واحد والنار
- آه يا حسرتا على الشرع أضحى
- خاملا وهو لو دروه منار
- وديار طالت يد الدين فيها
- لعبت فوق سطحها الكفار
- ورجال من عصبة الحق فيهم
- نخوة للحمى وعزم وثار
- سبقتهم جهال قوم كما قد
- سبق العيس بالمسير الحمار
- وتعدى الحدود كل لئيم الطبع
- خبل واستحسن الضرار
- وتوالى قلب الحقائق حتى
- قال قوم في الليل هذا نهار
- حالة ما لها سوى الله إن الله
- في الملك فاعل مختار
- والرسول العظيم صلى عليه الله
- كنز يمحى به الإعسار
- سيد الأنبياء علة خلق الخلق
- من قد اسرى به الجبار
- كنز غيب قامت به نقطة العلم
- وطافت بقلبه الاسرار
- مظهر الحق معدن الصدق سيف
- في المهمات مصلت بتار
- وعليه السلام ما انعطف القلب
- إليه ودرعه الإنكسار
- وعلى الآل والصحابة من هم
- خلفاء الشريعة الأطهار
- سادة العالمين في كل فج
- قادة الأتقيا الألى الأبرار
- ما تجلى الرب الجليل بلطف
- ومع الوقت دارت الأدوار
- وانجلت ذروة الوجود بأضواء
- وقامت بربها الآثار
المزيد...
العصور الأدبيه