الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فدوى طوقان >> من الأعماق >> 
 
قصائدفدوى طوقان
 
- سرت وحدي في غربة العمر ، في التيه المعمّى ، تيه الحياة السحيق 
 - لا أرى غاية لسيري . . ولا أبصر قصداً يوفي إليه طريقي 
 - ملل في صميم روحي ينساب ، وفيض من الظلام الدفوق 
 - وأنا في توحّشي ، تنفض الحيرة حولي حولي أشباح رعب محيق 
 - سرت وحدي ، في التيه ، لا قلب يهتزُّ صدى خفقه بقلبي الوحيد 
 - سرت وحدي ، لا وقع خطو سوى خطوي على المجهل المخوف البعيد 
 - لا رفيق ، لا صاحب لا دليل ، غير يأسي ووحدتي وشرودي 
 - وجمود الحياة يضفي على عمري طلّ الفناء . . . طل الهمود 
 - والتقينا . . لم أدر أي قوىً ساقتك حتى عبرت درب حياتي 
 - كيف كان اللقاء ؟ من ذا هدى خطوك ؟ كيف انبعث في طرقاتي 
 - لست ادري لكن رأيتك روحاً يوقظ الشوق في مسارب ذاتي 
 - ويذرّي الرماد عن روحي الخابي ، ويذكي ناري ، ويحي مواتي 
 - حدّقت مقلتاك فيّ ، وآلامي يغشّي ضبابها مقلتيّه 
 - لست أدري ما استجلتاه ولا ما رأتا خلف وحدتي الأبديّه . . . 
 - غير أني أبصرت روحك تهتّز انعطافاً ، في رقة علويّه 
 - وهنا خلتني شعرت بروح الله رفّت من السماء عليّه! 
 - وافترقنا ، و بين كفّي رسمٌ 
 - لم يزل كلّ زاد روحي المتيّم 
 - كم تلمّست عمق عينيك فيه 
 - و بعينيّ أدمعٌ تتضرّم ... 
 - يا لقلبي ، كم راح بين يديه 
 - يهتك الحجب عن هواه المكتّم.. 
 - أصغ ، تسمع عبر الصحارى صداه 
 - يترامى إليك شعراً مرنّم ! 
 
 
 
المزيد...
العصور الأدبيه