جنس نباتات من الفصيلة الناردينية، كانوا يستخرجون من جذور بعض أنواعه عطرا مشهورا، وجاءت الناردين براء مكسورة في القاموس، وهي الاقتباس السرياني العربي لكلمة Nardinon اليونانية.
مكان النبتة: برية، في المروج الرطبة والأحراج، وبالقرب من ضفاف الأنهر والبحيرات، وتنبت أيضا بين الصخور في الجبال وفي الحقول الجافة والكثيرة والأحجار، وتعمر بضع سنين، ويمكن زرع بذورها في أي أرض كانت في شهري مارس وإبريل، ولو أنه يفضل لذلك الأرض الرملية الطينية الرطبة.
أوصافها: عشبة يراوح علوها بين (25 - 150) سم، أوراقها متقابلة، مسننة الأطراف، طولانية بشكل الحربة، أزهارها صغيرة بيضاء، حمراء، مجموعة (بشكل أكباش) تتفتح من شهر يونيو حتى أغسطس، ساقها جوفاء بأخاديد على سطحها الخارجي، جذورها وفيرة، قصيرة وغليظة، وتحوي أليافا غليظة، لونها أسمر أو أسود، لها رائحة خاصة قوية، خصوصا بعد التجفيف.
الجزء الطبي منها: الجذور في السنة الثانية من عمر العشبة فيما بعد، والجذور المأخوذة في الربيع (إبريل، مايو) أكثر فعالية منها في الخريف، خصوصا إذا كانت العشبة في أرض جافة.
المواد الفعالة فيها: زيت طيار، ومادة من أشباه القلى Alcaloide، وهي في الكيمياء مواد عضوية آزوتية، تكون قلوية، وتمتزج بالحوامض، فتولد أملاحا.
وهي تهدئ الأعصاب وتزيل التشنجات (الزقزقة) منها، ولها رائحة خاصة قوية يكرهها الرجال وتحبها النساء والقطط.
استعمالها طبيا:
أ - من الخارج: تفيد في معالجة الجروح والقروح والكسور المزمنة، وذلك التكميد بمغلي الجذور أو نقوعها، وباستعماله من الداخل أيضا في آن واحد.
ويحضر المغلى من ملعقة صغيرة من مسحوق الجذور، تغلى لمدة قصيرة في مقدار فنجان كبير من الماء، وبعد انتهاء الغلي يترك لمدة خمس دقائق، ثم يصفى.
ونقوعه يفضل على المغلى، ولتحضيره يضاف إلى ملء فنجان كبير من الماء البارد ملعقة صغيرة من مسحوق الجذور، ويترك لمدة (12) ساعة قبل تصفيته واستعماله.
ويشرب من المغلى أو النقوع مقدار فنجان واحد في اليوم فقط، ويستحسن ان يكون ذلك في المساء عند النوم.
ب - من الداخل: الناردين المخزني علاج شامل للحالات العصبية بجميع أنواعها وموضعها من
الجسم، فهو يستعمل لتسكين الصداع بما فيه الناتج عن الافراط في تعاطى المسكرات أو التدخين (النيكوتين)، كما أنه يزيل الآلام العصبية من المعدة والأمعاء والاضطراب العصبي الناتج عن التأثرات النفسانية (الخوف، رهبة الامتحانات عند التلاميذ، الحمل عند النساء، اضطرابات سن اليأس، خفقان القلب، الرجفة في الأعضاء) المرض المسمى بالرقص الزنجي، وفيه يظل المصاب يحرك أطرافه وكتفيه حركات متقطعة لا إرادية، كحركات الرقص، الهستيريا بأنواعها، والصرع ... الخ. ولهذا الغرض يؤخذ فنجان واحد يوميا من مغلى الجذور أو نقوعها، كما أسلفنا، أو مقدار (20 - 30) نقطة من صبغتها التي تحضر بالطرق المعلومة، وتباع أيضا جاهزة في الصيدليات العامة (صبغة الفالريانا).
وتعالج الديدان المعوية وآلام المبايض والرحم التشنجية (قبل الحيض أو أثناءه) بالحقن الشرجية بالناردين المخزني، وذلك بغلي مقدار (10) غرامات من الجذور في نصف ليتر (كوب) من الماء ثم تصفيته وحقنه فاترا، أو بحرارة الجسم، داخل الشرج، والاحتفاظ به ليمتص من داخل الأمعاء.
وأخيرا يلاحظ انه من الممكن الاستمرار في استعمال الناردين لعدة أسابيع دون ضرر، غير أن استعماله لمدد أطول بسبب الادمان ويصعب بعد ذلك استغناء الجسم عنه.