الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الواواء الدمشقي >> سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ >>
قصائدالواواء الدمشقي
سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
الواواء الدمشقي
- سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
- عَلَى الَّتي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ
- ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها
- إلاَّ وأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ
- عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنَانَ دَمٍ
- كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ
- ما استعبرَ الغيثُ إلاَّ عندَ عبرتهِ
- فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرَى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ
- منْ لي برحمة ِ قلبٍ ليسَ يرحمني
- كأنَّ نُقْصانَ وَجْدِي فيهِ تَزْييدُ
- تُوَلِّدُ النارَ فيهِ ماءُ سَلْوَتِهِ
- فاعجبْ لنارٍ لها في الماءِ توليدُ
- كمْ بتُّ أرجمُ أعضائي بجمرِْ غضاً
- وَالفجرُ في صفدِ الظلماءِ مصفودُ
- نامتْ عيونُ عداتي إذ زفرتُ وَلي
- من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ
- لَوْلاَ عَلاَئِقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بِي
- لقلتُ : إنَّ اقترابي منكِ تبعيدُ
- وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي
- بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزَانِ تَسْويدُ
- فَلاَ صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَة ٍ
- ما جاهدتْ فيكِ أنفاسي المجاهيدُ
- إنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوى ً
- مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجُودُ
- لازالَ خدي تريباً فوقَ تربتها
- ما دارَ في خلدِ الأيامِ تخليدُ
- جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعِي فشجَّعَني
- قلبٌ له في کنحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعيدُ
- متى يبالي ثرى ً أنْ لا يرى مطراً
- فمسبلُ الدمع مني وهو مورودُ
- هَا قَدْ تأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ
- أنْ لا يعاودني من بعدها عيدُ
- وَدَّعْتُها وَبِنَحْرِي مِنْ مَدَامِعِها
- نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ
- فبردتْ حرَّ أنفاسي على بردٍ
- كأَنَّهُ مِنْ صَدِيدِ النَّفْسِ مَصْدُودُ
- وکسْتُدْعِيَتْ فأَجَابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ
- في وجنة ِ الفجرِ قبلَ الصبحِ توريدث
- وَصورتْ في مراة ِ الأفقِ صورتها
- فَلِي إلَيْها بِرُسْلِ اللَّحْظِ تَرْدِيدُ
- جَاهَدْتُ بالصَّبْرِ في إثْرِ العَزاءِ فَمَا
- رَجَعْتُ إلاَّ وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ
المزيد...
العصور الأدبيه