الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن النبيه >> تبسم ثغر الزهر عن شنب القطر >>
قصائدابن النبيه
تبسم ثغر الزهر عن شنب القطر
ابن النبيه
- تبسم ثغر الزهر عن شنب القطر
- ودب عذار الظل في وجنة الزهر
- فإن رق واعتل النسيم صبابة
- إذا مر في تلك الرياض فعن عذر
- توسوست الأغصان عند هبوبه
- فما برئت إلا على رقية القمري
- يخادعني الورد الجني وإنني
- بوجنة من أهواه قد حرت في أمري
- ويبسم عن زهر الأقاح بنفسج
- فألثمه شوقا إلى لعس الثغر
- وبي عاطر الأنفاس ينسب ظلمه
- وناظره الفتان للشحر والسحر
- ترى قندس الشربوش فوق جبينه
- كأهداب أحداق بهتن إلى بدر
- أبرد أشواقي بجمرة خده
- فمن عجب أن ينطفي الجمر بالجمر
- وأطمع أن يعديه قلبي برقة
- فألصقه عند العناق إلى صدري
- سقى الله أعلام من أخلاط قلعة
- يحوم بها نسر السماء على وكر
- ودارا على خير الطوالع أسست
- فمن حل فيها في أمان من الدهر
- يجلي صدا الأبصار لمع بياضها
- فتحسبها قد ألبست بهجة الدر
- وقد أنبتت أركانها من نقوشها
- تماثيل روض لم يزل يانع الزهر
- تكاد تمس المسك من نسماتها
- ويقطر من أرجائها ورق التبر
- تسر وتلهي ساكنيها بحسنها
- فإن شئت أغنت عن غناء وعن خمر
- إذا فتحت أبواب مشترفاتها
- جلت لك نون البحر والوحش في البر
- فإن شئت للأخرى فمحراب ناسك
- وإن شئت للدنيا فريحانة العمر
- وإن جمعا فالله ما زال جامعا
- شتيت العلى للأشرف بن أبي بكر
- مليك يخوض الجيش ضربا بسيفه
- وما زال موسى بالعصا فالق البحر
- عليم له سهم من الغيب صائب
- وما كل موسى مستمد من الخضر
- كريم يحيا بشره قبل جوده
- وللبرق لمع بعده وابل القطر
- سيملك أقصى الأرض بشرى ضمانها
- على الرأي والرايات والنصل والنصر
- وسمر أجادت صنعة النظم في الكلى
- وبيض أجادت في الطلى صنعة النثر
- وجيش لعين الشمس كحل بنقعه
- إذا رمدت من لمع أسيافه البتر
- وأسد على جرد لها مثل صبرهم
- إذا ما تجلى الموت في الحلل الحمر
- دماء أعاديهم شراب رماحهم
- وأجسامهم هدي إلى الذئب والنسر
- أبا الفتح للرحمن فيك سريرة
- سينقلها عما قليل إلى الجهر
- فليس الذي أعطاك حضك كله
- ولكنه لا بد للصبح من فجر
- بقيت لدين الله تعلي مناره
- وتهدم بالإسلام قاعدة الكفر
المزيد...
العصور الأدبيه