الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً >>
قصائدأبو نواس
يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً
أبو نواس
- يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً
- فيها الدّساكِرُ، والأنهلرُ تطّرِدُ
- لَمّا أخَذْنا بها الصّهباءَ، صافيَة ً،
- كأنّها النّارُ وسطَ الكأسِ تتّقِدُ
- جاءتْكَ من بيتِ خمّارٍ بطِينَتِها
- صَفْرَاءَ، مثلَ شُعاعِ الشمس، ترْتعدُ
- فقامَ كاغُصنِ قد شُدّتْ مناطِقُهُ
- ظَبْيٌ يكادُ من التهْييفِ ينعقِدُ
- فاسْتَلّها من فمِ الإبريقِ ، فانبعثت
- مثلَ اللّسانِ جَرَى واستمسك الجسدُ
- والكأس يضحك في تيجانها الزبد
- واللّيْلُ يجمعُنا، حتى بدا الأحَدُ
- حتى بدَتْ غُرَّة ُ الإثْنَينِ واضِحَة ً،
- والسّعدُ معترِضٌ، والطالعُ الأسدُ
- وفي الثلاثاءِ أعْملْنا المطيّ بها،
- صَهْباءُ، ما قرَعَتْها بالمزَاجِ يدُ
- والأربعاءِ كسرنا حدّ سَورتها
- ثمّ الْخَمِيس وصَلْنَاهُ بلَيْلَتِهِ
- قَصْفاً ، وتمّ لنَا بالجمْعة ِ العَدَدُ
- يا حُسْنَنَا! وبحارُ القَصْفِ تَغْمرنا
- في لُجّة ِ اللّيلِ، والأوتارُ تغْترِدُ
- في مجْلسٍ حوْله الأشجارُ محْدِقة ً،
- وفي جوانبِهِ الأنهارُ تطَّرِدُ
- لا نَسْتَخِفّ بساقينَا لعِزّتِهِ،
- و لا يردّ عليه حكمهُ أحَدُ
- عند الأمير أبي عيسى الذي كمُلَتْ
- أخلاقه، فهي كالأوْراقِ تُنْتَقَدُ
المزيد...
العصور الأدبيه