الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني، >>
قصائدأبو نواس
لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني،
أبو نواس
- لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني،
- وهاجَ الْهَوَى ، أو هاجَهُ لأوانِ
- بلى ، فازْدَهَتني للصّبا أرْيَحيّة ٌ،
- يَمانِيَة ٌ، إنّ السّماحَ يَماني
- ولوْ شئتُ قد دارَتْ بذي قَرْقَلٍ يدي
- منَ اللّمسِ إلاّ من يُدَيِّ حَصانِ
- ولكنّني عاهَدْتُ مَنْ لا أخونه،
- فأيُّ وَفِيٍّ ، يا يزيدُ ، تَرَاني
- وخِرْقٍ يُجِلُّ الكأسَ عن منْطِقِ الخِنا
- ويُنزِلُها مِنهُ بكلّ مَكانِ
- تراهُ لَما ساءَ النّدامَى ابنَ عَلّة ٍ،
- وللشّيْءِ لَذّوهُ رَضِيعَ لِبانِ
- إذا هوَألْقى الكأسَ يُمْناهُ خَانَهُ
- أمَاوَيتُ فيها ، وارْتِعاشُ بَنانِ
- تَمَنَّعْتُ منهُ ثمّ أقْصَرَ باطِلي ،
- وصَمّمْتُ كالجاري بغَيرِ عِنانِ
- وعَنَسٍ كَمِرْداة ِ القِذافِ ابْتَذَلْتُها ،
- لبِكْرٍ منَ الحاجاتِ، أو لعَوانِ
- فلمّا قضَتْ نفسِي من السّيرِ ما قضَتْ
- على ما بَلَتْ من شدّة ٍ ولَيانِ
- أخذتُ بحَبْلٍ من حِبالِ مُحَمّدٍ
- أمِنْتُ بهِ مِنْ نائِبِ الحَدَثانِ
- تَغَطّيْتُ من دَهْري بِظِلِّ جَناحِهِ ،
- فعيني ترَى دَهري، وليس يراني
- فلوْ تسأل الأيّامَ ما اسمي لما درَتْ،
- وأينَ مَكاني، ما عرَفنَ مكاني
- أذَلّ صِعابَ الْمُشكِلاتِ مُحَمّدٌ
- فأصْبَحَ مَمْدوحاً بكلّ لِسانِ
- يُجَلُّ عَن التّشْبيهِ جُودُ مُحمّدٍ
- إذا مَرِحَتْ كَفّاهُ بالهَطلانِ
- يُغِبّكَ مَعْروفُ السّماءِ وكَفُّهُ
- تَجودُ بسحّ العُرْفِ كلَّ أوانِ
- وإنْ شَبَّتِ الحَرْبُ العوانُ سَما لها
- بصَوْلَة َ لَيثٍ في مَضاءِ سِنانِ
- فلا أحَدٌ أسْخى بِمُهْجَة ِ نَفسِهِ
- على المَوْتِ منهُ ، والقَنا مُتَدانِ
- خلَفتَ أبا عثمانَ في كلّ صالحٍ،
- وأقْسَمْتُ لا يَبْني بِناءَكَ بانِ
المزيد...
العصور الأدبيه