الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا، >>
قصائدأبو نواس
غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا،
أبو نواس
- غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا،
- واسْقنا نُعْطكَ الثّناءَ الثّمينا
- مِنْ سُلافٍ كأنّها كلّ شيءٍ،
- يَتَمنّى مُخَيّرٌ أنْ يكونَا
- أكَلَ الدّهْرُ ما تَجَسَمَ منها ،
- وتَبَقّى لُبابُها المكْنُونَا
- فإذا ما اجْتَلَيْتَها، فَهَبَاءٌ
- يَمْنَعُ الكَفَّ ما يُبيحُ العيونَ
- ثمّ شُجّتْ، فاستَضْحكتْ عن لآلٍ
- لوْ تَجَمّعْنَ في يَدٍ لاقْتُنينَا
- في كؤوسٍ كأنّهن نُجومٌ
- جارِياتٌ، بُروجُها ايدينَا
- طالِعاتٍ معَ السّقاة ِ علَينا،
- فإذا ما غَرَبْنَ يَغْرُبْنَ فِينَا
- لوْ ترَى الشَّرْبَ حوْلَها من بعيدٍ،
- قُلتَ قوْمٌ، من قِرّة ٍ، يَصْطلونَا
- و غَزَالٍ يُديرُها بِبَنانٍ
- ناعِماتٍ يَزيدُها الغَمْزُ لِينَا
- كلّما شِئْتُ عَلّني برُضابٍ،
- يترُكُ القْلبَ للسّرُورِ خَدينَا
- ذاكَ عيَشٌ لوْ دامَ لي، غَيرَ أنّي
- عِفْتُهُ مُكْرَها ، وخِفتُ الأمينا
- أدِرِ الكأسَ حانَ أنْ تَسْقينا ،
- وانْقُر الدّفّ، إنّهُ يُلْهِينَا
- ودَعِ الذّكْرَ للطّلولِ ، إذا ما
- دَارَتِ الكأسُ يَسْرَة ً ويَمينا
المزيد...
العصور الأدبيه