الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا، >>
قصائدأبو نواس
دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا،
أبو نواس
- دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا،
- يقاسي الرّيحَ والمطَرَا
- وكنْ رجلاً أضاعَ العلْـ
- ــمَ في اللّذّاتِ والخطَرَا
- ألمْ ترَ ما بنى كسرَى ،
- بعازِبِ حَرّة ٍ يُلْقَى
- مَنَازِهُ بين دِجلَة َ والْـ
- ـفُرَاتِ تفيّأتْ شجَرَ ا
- بأرْضٍ باعَدَ الرّحْـ
- ـمنُ عنها الطلحَ والعُشَرَا
- ولم يجعل مصَايدَهَا
- يَرابِيعاً، ولا وَحَرَا
- ولكنْ حورُ غزْلانٍ
- تراعي بالْمَلا بقَرَا
- وإنْ شئْنَا حثَثْنا الطّيْـ
- ـر من حافاتِها زُمَرَا
- و‘ن قلنا اقتُلوا عنكمْ ،
- يباكرْ شَرْبُها الخمَرَا
- أتاكَ حَليبُ صأفية ٍ
- شَجَا قَطْفاً ومعْتَصَرَا
- فذاكَ العيش لا سِيداً
- بقَفرَتِها، ولا وَبَرَا
- بعازِبِ حضرّة ٍ يُلْفَى
- بها العصْفورُ منْجَحِرَا
- إذا ما كنتَ بالأشيا
- ءِ في الأعرابِ معتَبرَا
- فإنّكَ أيّما رجُلٍ،
- ورَدتَ ، فلمْ تجد صَدَرَا
- ومن عجبٍ لعشقهم الـ
- ــجُفَاة َ الجُلْفَ والصّحرَا
- فقيل مُرقّشٌ أودي ،
- ولم يعجزْ وقد قدرَا
- وقد أودى ابن عجلانٍ ،
- ولم يفْطنْ له خَبَرَا
- فحدّثَ كاذباً عنه،
- وقال بغيْرِ ما شَعرَا
- ولو كانَ ابْنُ عجلانٍ
- من البَلْوَى كما ذُكِرَا
- ومرّ يريدُ ديوانَ الْـ
- ـهوَى وأخَبّه عُذُرَا
- تعدُّ الشيحَ والقيْصُو
- م، والفقْهاءَ والسمُرَا
- جَنِيّ الآسِ والنّسْرِيـ
- ــنِ والسّوْسانِ إن زهرَا
- ويُغْنِيها عن المرْجا
- ن أن تتقلّدَ البعرَا
- وتغْدُو في بَرَاجِدِهَا
- تصِيدُ الذّئبُ والنمرَا
- أما واللهِ لا أشَرا ،
- حلفْتُ به ولا بطرَا
- لَوَ انّ مُرَقَّشاً حيّ
- كأنّ ثيابهُ أطْلَعْـ
- ــنَ من أزْرَارِهِ قمَرَا
- ومرّ يريدُ ديونض الْـ
- ــخَرَاجِ مُضَمَّخاً عطِرَا
- بوجْهٍ سابرِيٍّ لوْ
- تصَوّبَ ماؤهُ قطَرَا
- وقدْ خطّتْ حواضِنُهُ
- له من عنْبرٍ طُرَرَا
- بعينٍ خالط التّفْتِيـ
- ـــرُ في أجْفانِها الحوَرَا
- يزيدكَ وجْهُهُ حسْناً ،
- إذا ما زِدْتَهُ نظرَا
- لأيْقَنَ أن حبّ المرْ
- دِ يُلْفَى سهلهُ وعَرَا
- ولا سيما، وبعضُهُمُ
- إذا حيّيْتَهُ انْتَهَرَا
المزيد...
العصور الأدبيه