الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يَتلونَ أسفارَهمْ، والحَقُّ يُخبرُني >>
قصائدأبوالعلاء المعري
يَتلونَ أسفارَهمْ، والحَقُّ يُخبرُني
أبوالعلاء المعري
- يَتلونَ أسفارَهمْ، والحَقُّ يُخبرُني
- بأنّ آخِرَها مَينٌ، وأوّلَها
- صدَقتَ يا عَقلُ، فليبعَدْ أخو سَفَهٍ،
- صاغَ الأحاديثَ إفكاً، أو تأوّلَها
- وليسَ حِبرٌ ببِدْعٍ في صحابَتهِ،
- إنْ سامَ نَفعاً بأخبارٍ تَقَوّلَها
- وإنّما رامَ نسواناً، تَزَوّجَها،
- بما افتراهُ، وأموالاً تَمَوّلَها
- طالَ العَناءُ بكونِ الشخصِ في أُمَمٍ،
- تَعُدُّ فِرْيَةَ غاويها مُعَوَّلَها
- وسوفَ يرْقُدُ، في الغبراءِ، مضطربٌ،
- قد سارَ آفاقَ دُنياهُ، وجوّلَها
- لأهجُرَنّكَ لا عن بِغضَةٍ سَلَفَتْ،
- بل شيمَةٌ حَمَّها قدرٌ وسوّلَها
- وصاحبُ الشرعِ كان القُدسُ قِبلتَهُ،
- صلّى إلَيها زَماناً ثمّ حَوّلَها
- لا يَخدَعَنّكَ داعٍ قامَ، في مَلإٍ،
- بخطبَةٍ، زانَ مَعناها وطوّلَها
- فَما العِظاتُ، وإن راعتْ، سوى حيَلٍ
- من ذي مَقالٍ، على ناسٍ، تَحَوّلَها
- والدّهرُ يُنسي كميَّ الحربِ صارِمَهُ،
- ودِرعَهُ، وفتاةَ الحيّ مِجوَلَها
- ويَستردُّ من النّفسِ، التي شرُفتْ،
- ما كانَ في سالفِ الأيّامِ خَوّلَها
- وجِروَلٌ صارَ تُرْباً، بَعدَ مَنطِقِهِ،
- ولم يُشابهْ، من الصّحراءِ، جَرْولَها
- قَضِّ الزّمانَ بإجمالٍ وتَمشِيَةٍ
- للأمرِ، إنّ وراءَ الرّوحِ مِغوَلَها
- والوِرْدُ، يكفيكَ، منه شَرْبةٌ حُملتْ
- في الرّكبِ، إن منعتكَ الأرضُ جدوَلَها
المزيد...
العصور الأدبيه