الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ
أبوالعلاء المعري
- يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ
- من البلادِ، وهذا دارُه الطَّبَسُ
- قالوا: سَمِعنا حديثاً عنكَ، قلتُ لهم:
- لا يُبعِدُ اللَّهُ إلاّ مَعشَراً لَبَسوا
- يَبغُون منيَ مَيناً لستُ أُحسِنُهُ،
- فإنْ صَدَقتُ، عرَتهُمْ أوجهٌ عُبُس
- أعانَنا اللَّهُ، كُلٌّ في مَعيشَتِهِ
- يَلقى العناءَ، فدُرّي فوقَنا دُبَس
- ماذا تريدونَ؟ لا مالٌ تيَسّرَ لي
- فيستماحُ، ولا علمٌ فيُقتَبَس
- أتسألونَ جَهُولاً أن يُفيدَكمُ،
- وتحلُبونَ سفيّاً، ضَرعُها يَبَس؟
- ما يُعجِبُ النّاسَ إلاّ قولُ مُختدعٍ،
- كأنّ قوماً إذا ما شُرّيُوا أُبِسوا
- قد أنفَدوا في ضَياعٍ كلّ ما عَمِروا،
- فكانَ مثلَ جِلالِ البُدْنِ ما لبسوا
- أنا الشقيُّ بأنّي لا أُطيقُ لَكمْ
- معونَةً، وصرُوفُ الدّهرِ تَحتَبِس
- مَن لليَمانينَ أن يُمْسوا، ونارُهُمُ
- شَبيبَةٌ، وسُهَيْلٌ بَينَهمْ قبَس
- وللبداويّ أن يُبنى الخِباءُ لهُ
- في ضاحكاتٍ، بهنّ العَبْس والعَبَس
- كأنّ أسرارَ أقوام، وإن كُتِمَتْ،
- أنفاسُ ولهانَ، تُطفَى حينَ تُحتبَس
- وحدّثَتْ، عن خبَاياهمْ، وجوهُهُمُ،
- فقدْ أتوكَ بنَجواهم، وما نَبسوا
- ساعاتُنا كذئابِ الخَتل، إن غَبسَتْ،
- في اللَّيلِ، فالذّئبُ في ألوانه الغبَس
المزيد...
العصور الأدبيه