الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ،
أبوالعلاء المعري
- يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ،
- جِنحَ الدُّجُنّةِ، نَجمُها المِسهارُ
- إن كانتِ الخضراءُ روضاً ناضراً،
- فلعلّ زُهرَ نجومِها أزهارُ
- والنّاسُ مثلُ النبتِ يُظهرهُ الحيا،
- ويكونُ، أوّلَ هُلْكِهِ، الإظهار
- ترْعاهُ راعيةٌ، وتهتِكُ بُرْدَهُ
- أُخرى، ومنهُ شَقائقٌ وبَهار
- ما ميّزَ الأطفالَ في إشباحِها
- للعَينِ، حلُّ ولادةٍ، وعِهار
- والجهلُ أغلبُ، غيرَ عِلمٍ أنّنا
- نفنى، ويبقى الواحدُ القهّار
- وكأنّ أبناءَ الذينَ هم الذّرى
- أعفاءُ أهلٍ، لا أقولُ مِهار
- يا لَيتَ آدَمَ كان طَلّقَ أُمَّهُمْ،
- أو كانَ حرّمَها عليه ظِهار
- ولدَتْهُمُ، في غيرِ طُهرٍ، عاركاً،
- فلذاكَ تُفقَدُ فيهمُ الأطهار
- ولديّ سِرٌّ، ليس يمكنُ ذكرُهُ،
- يخفى على البصراءِ، وهو نَهار
- أما هدًى، فوجدتُهُ، ما بينَنا،
- سِرّاً، ولكنّ الضّلالَ جِهار
- والرُّزءُ يُبدي، للكريمِ، فضيلةً،
- كالمِسكِ تَرفعُ نشرَهُ الأفهار
- فازجر عزيزتَكَ المُسِيئةَ، جاهداً،
- واستكفِ أن تُتخَيّرَ الأصهار
المزيد...
العصور الأدبيه