الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا رُوحُ! شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
يا رُوحُ! شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ،
أبوالعلاء المعري
- يا رُوحُ! شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ،
- ورحلتِ عنه، فهل أسِفتِ، وقد هُدِمْ
- عِيدَ المَريضُ، وعاوَنَتْهُ خَوادمٌ،
- ثمّ انتَقَلْتِ، فما أُعينَ ولا خُدمِ
- لقد استراحَ مُعَلَّلُ ومُساهِرٌ
- منهُ، وإنْ غَدَتِ النّوائحُ تلتَدِم
- حَمَلوهُ، بعدَ مَجادِلٍ وأسرّةٍ،
- حمْلَ الغَريبِ، فحُطّ في بيتٍ رُدِم
- ما زالَ في تَعَبٍ وهَمٍّ دائمٍ،
- فلَعَلّهُ عَدِمَ الأذاةَ بأنْ عُدِم
- لو كانَ يَنطِقُ مَيّتٌ لسألتُهُ:
- ماذا أحَسّ، وما رأى لمّا قَدِم؟
- إنْ تَثْوِ في دارِ الجِنانِ، فإنّما
- فارَقْتَ من دُنياكَ ناراً تَحتَدمِ
- مَن ذا يَلومُكَ في هَواكَ مسيئَةً؛
- كلُّ الأنامِ بحُبّها كَلِفٌ سَدِم
- فاعذِرْ خليلَك إن جَفاكَ ولا تَجِدْ؛
- وإذا الزّيارَةُ ساعَفَتْكَ، فلا تُدِم
- بئِسَ العَشيرُ أنا، الغداةَ، وصاحبي
- مثلي، فإنّي ما ندمتُ ولا نَدِم
المزيد...
العصور الأدبيه