الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه،
أبوالعلاء المعري
- وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه،
- وكأنّهُ، في صَمتِهِ، يَتَكَلّمُ
- لو حاوَرَتكَ الضّأنُ قال حَصيفُها:
- الذّئبُ يظلِمُ، وابنُ آدمَ أظلَم
- أطرَدتَ عنّا فارِساً ذا رُجلَةٍ،
- ساقتْهُ حاجتُهُ وليْلٌ مُظلِم
- ويَزيدُهُ عُذْراً، لدينا، أنّهُ
- سدرَانُ، ليسَ بعالِمٍ ما تَعلَم
- تهوَى سلامَتَنا وترعَى سَرْحَنا
- وحرَابُ ضارٍ من حرابِكَ أسلَم
- أظفارُكَ اسْتَعلتْ إلى أظفارِهِ
- بأساً، وتلكَ وقَتْ وهذي تُقْلَم
- لو كان غُصناً، في المَنابتِ، ناضراً،
- لألَمّ يذبُلُ يذبُلٌ ويَلملَم
- صَبراً على دُنياكَ يَنقضِ حِينُها،
- فكأنّها حُلمٌ بنَومٍ يُحْلَم
- ولرُبّما قضَتِ الأناةُ مآرِباً
- من نازِحٍ، ولكلّ عالٍ سُلّم
- والنّاسُ شتّى من حُلومٍ: مُظهراً
- جَهلاً يَعُرُّ، وجاهلٌ يَتَحَلّم
- فارَقتَ فاستَعْلَتْ همومُك والمدى
- يأسو، بطولِ مرورِهِ، ما يُكلَم
- وإذا يَدٌ قُطِعَتْ، فإنّ عشيرَها،
- لو حُرِّقَتْ بالنّارِ، لا يتَألّم
المزيد...
العصور الأدبيه