الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> وجدتُ ابنَ آدَمَ في غِرّةٍ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- وجدتُ ابنَ آدَمَ في غِرّةٍ،
- بما يَستَفيدُ وما يَطّرِفْ
- تَعَلّقَ دُنياهُ قَبلَ الفِطامِ،
- وما زالَ يدْأبُ حتى خَرِف
- وتَسمُو لِطارِفِها عَينُهُ،
- وخَيرٌ لناظِرِها لو طُرِف
- يُسَرُّ بها، عَصرَ إقبالِها
- كأنّ تَغَيُّرَها ما عُرِف
- ويَذرِفُ، من حُبّها، دَمعَهُ،
- وما يَجلُبُ الحَظَّ دَمعٌ ذُرِف
- وكم مرّ، يَوماً، على قَبرِه،
- حِسانُ الوُجوهِ، فلم تَشتَرِف
- أيَلتَمِسُ الماءَ من ناكِزٍ،
- ويَترُكُ جمّاً لِمَنْ يَغترِف؟
- ولم يَقترِفْ من رِضا ربّهِ،
- ولكنْ جَرائمُه يقترف
- كَعاملِ قومٍ أساءَ الصّنيعَ،
- ولا ريبَ في أنّه يَنصَرِف
- وقد جاءَ، غافِلَنا، رِزقُهُ،
- وإن كانَ للقوتِ لم يَحترِف
- أيا ظَبيَةَ القاعِ! خافي الرّماةَ،
- ولا يَخدَعَنّكِ روضٌ يَرِف
المزيد...
العصور الأدبيه