الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> نُراقبُ ضوءَ الفجر، والليل دامسُ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
نُراقبُ ضوءَ الفجر، والليل دامسُ
أبوالعلاء المعري
- نُراقبُ ضوءَ الفجر، والليل دامسُ
- وما يَسترُ الإنسانَ إلاّ الرَّوامسُ
- تنمّسَ منّا بالدّيانَةِ مَعشَرٌ،
- وقد بطلتْ، عند اللّبيبِ، النّوامسُ
- فكيفَ ترى المنهاجَ، واللّيلُ مُقْمِرٌ،
- ولم ترَهُ، واليومُ أزهَرُ شامسُ؟
- وتحمِلُنا الأيّامُ حَمْلَ عَوائمٍ
- بنا في خِضَمٍّ، كلُّنا فيه قامس
- فهنّ لأهلِ اليُسرِ نوقٌ أذِلّةٌ؛
- وهُنَّ لأهلِ العُسرِ خَيلٌ شَوامس
- فما سئِمَ السّاري، وقد بلغَ المَدى؛
- ولا رَزَمتْ، في السير، تلك العَرامس
- ودُنياكَ دارٌ، من يحُلُّ فِناءَها،
- فقد غمستْهُ في الشّرور القوامس
- وسلطانُها كالنّارِ، إنْ هيَ لُومِستْ
- تُحَرّقُ ما يدنو لها، ويلامس
- ويجمعُنا من صَنعَةِ الرّبّ أربَعٌ،
- ومِن فَوقِها، والمُلكُ للَّهِ، خامس
- وما فتِئَتْ نيرانُ فارسَ يَعتَلي
- بها العزُّ، حتى أبطلَتها الأحامسُ
- تكلّمَ هذا الدّهرُ بالنُّصحِ، مُعلناً،
- جهاراً، بما أخفَتهُ عَنّا الهَوامس
- وكيفَ نُرَجّي للثِّمادِ بقاءَها،
- إذا نضَبَتْ عَنّا البُحورُ القلامس؟
- يُباكِرُنا الجَوْنُ المُضيءُ فينقضي،
- ويعقبُنا منه الأحمُّ الدُّلامِس
- وإنّا رأينا المَلْكَ يُخلِقُ ثوبُه،
- وتُخبرنُا عنهُ الدّيارُ الطّوامس
- إذا دَخلَ الهِرماسُ جِلّقَ والياً،
- فما كذَبَتْ فيما تَقولُ الهرامس
- لهمْ سلَفٌ، قُدّامَ سِنبسَ، أيِّدٌ،
- وعزٌّ على وجهِ الزّمانِ قُدامِس
- وتَبسُطُ فينا قُدرةُ اللَّهِ حادثاً،
- فتُودي الثّعالي واللّيوثُ الكهامس
المزيد...
العصور الأدبيه