الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت >>
قصائدأبوالعلاء المعري
نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت
أبوالعلاء المعري
- نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت
- عليه: ويحكَ لا تظهرْ ومُتْ كَمَدا!
- فإنْ خرجتَ إلى الدّنيا لقِيتَ أذىً
- من الحوادث، بَلْهَ القيظَ والجَمَدا
- وما تَخَلّصُ يوماً من مكارِهِها،
- وأنتَ لا بدّ فيها بالغَ أمَدا
- ورُبّ مثلِكَ وافاها على صِغَرٍ،
- حتى أسَنّ، فلم يُحمَدْ ولا حَمِدا
- لا تأمنِ الكفُّ من أيّامها شَلَلاً،
- ولا النّواظرُ كفّاً عَنّ، أو رَمَدا
- فإنْ أبَيتَ قَبُولَ النّصح مُعتَدياً،
- فاصنعْ جميلاً، وراعِ الواحدَ الصّمدا
- فسوفَ تلقى بها الآمالَ واسعةً،
- إذا أجزْتَ مدًى منها رأيتَ مَدا
- وتركبُ اللُّجّ تَبغي أن تُفيدَ غنىً،
- وتقطعُ الأرْضَ لا تُلْفي بها ثَمَدا
- وإن سَعِدتَ، فما تَنفكُّ في تَعَبٍ،
- وإن شقيتَ، فمن للجِسمٍ لو همَدا؟
- ثمّ المنايا، فإمّا أن يُقالَ مضى
- ذَميمَ فعلٍ، وإمّا كوكَبٌ خَمَدا
- والمرءُ نصلُ حُسامٍ، والحياةُ لَهُ
- سَلٌّ، وأصوَنُ للهنديّ أن غُمِدا
- فلو تكلّمَ ذاكَ الطّفلُ قالَ لهُ:
- إليكَ عنّي! فما أُنشئتُ مُعتمِدا!
- فكيفَ أحمِلُ عَتْباً؟ إن جرى قدَرٌ
- عليّ، أدركَ ذا جِدٍّ ومَن سَمَدا
المزيد...
العصور الأدبيه