الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت >>
قصائدأبوالعلاء المعري
ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت
أبوالعلاء المعري
- ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت
- في الدّهْر، لم يُقْدَرْ لها إجراؤها
- أُعِللْتُ عِلّةَ قالَ، وهي قديمةٌ،
- أعيا الأطِبَّةَ، كلَّهم، إبراؤها
- طال الثّواء، وقد أنَى لمفاصلي،
- أن تستبدّ، بضَمّها، صَحراؤها
- فتْرَتْ، ولم تفْترْ لشُرب مدامةٍ،
- بل للخُطوب، يغولُها إسراؤها
- ملّ المُقامُ، فكم أُعاشِرُ أُمّةً،
- أمرَتْ، بغير صلاحها، أُمراؤها
- ظلموا الرعيّة، واستجازوا كيدها،
- فعدَوْا مصالحَها وهم أُجَراؤها
- فَرِقاً، شعَرتُ بأنها لاتقتني
- خيراً، وأنَّ شِرارَها شُعَراؤها
- أثَرَتْ أحاديثَ الكرام، بزعمها،
- وأجادَ حبسَ أكفُهّا إثْراؤها
- وإذا النفوسُ تجاوزت أقدارَها،
- حذوَ البَعوضِ، تغيّرت سجَراؤها
- كصحيحةِ الأوزانِ، زادتها القُوى
- حَرفاً، فبان لسامعٍ نَكراؤها
- كريتْ، فسُرّتْ بالكرى، وحياتُها
- أكرَتْ، فجرّ، نوائِباً، إكراؤها
- سبحانَ خالِقِكَ، الذي قرّتْ بهِ
- غَبراءُ، توقَدُ، فوقها، خَضراؤها
- هل تعرفُ الحسدَ الجيادُ كغيرها،
- فالبُهْمُ تُحسَدُ بينها غَرّاؤها
- ووجدتُ دنيانا تُشابه طامثاً،
- لا تستقيمُ لناكحٍ أقْراؤها
- هويتْ، ولم تُسعِفْ، وراح غنيُّها
- تَعبِاً، وفازَ، براحةٍ، فُقراؤها
- وتجادلتْ فقهاؤها من حُبّها،
- وتقرّأت، لتنالها، قُرّاؤها
- وإذا زجرتُ النفس عن شغف بها،
- فكأنّ زجْرَ غويّها إغراؤها
المزيد...
العصور الأدبيه