الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الشّيبُ أزهارُ الشّبابِ، فما لَهُ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
الشّيبُ أزهارُ الشّبابِ، فما لَهُ
أبوالعلاء المعري
- الشّيبُ أزهارُ الشّبابِ، فما لَهُ
- يُخفى، وحسنُ الرّوضِ بالأزهارِ؟
- وَدّ الذي هَوِيَ الحِسانَ لَوِ اشترى
- ظَلماءَ لِمّتِهِ، بألفِ نَهار
- والنّاسُ مثلُ النّبتِ، أيُّ بَهارةٍ
- ذهبَتْ، فلم تَنفُضْ سليلَ بهار؟
- ليتَ الجيادَ، غداةَ صادَفَها الرّدى،
- ما أعقَبَتْ بنَتائِجِ الأمْهار
- هارٍ عليهِ مَوقِفٌ من خائِفٍ،
- للدّهرِ، فَتكَةَ سائفٍ أوْ هاري
- لوْلا السّفاهَةُ، ما تَعَلّلَ جاهلٌ
- بتَخَيّرِ الأحماءِ، والأصْهارِ
- إنّا لَفي وقتِ الغُروبِ، وقد مضى
- زمنُ الضَّحاءِ، وساعةُ الإظهار
- ما أُمُّ دَفرٍ، في الحَياةِ، مَروعَةٌ
- بطَلاقِ ذي شَرَفٍ، ولا بِظهار
- ولقد تَشابَهَ، في الظّواهرِ، مَوْلِدٌ
- حِلُّ النّكاحِ، ومَوْلِدٌ بِعِهار
- والإنسُ في عَمّاءَ لم يتَبَيّنوا،
- بالفكر، إلاّ حكْمةَ القَهّار
- يَبغي، الطّهارةَ، ناسكٌ، ومحلُّهُ
- في مُومِسٍ بَرِئَتْ من الإطهار
- ومن الرّزايا ما يُفيءُ لكَ العُلا،
- كالمِسكِ فاحَ بموقِعِ الأفهارِ
- أسنَيْتُ من مَرّ السّنينَ، ولم أُرِدْ
- أسنَيتُ مِنْ ضوءِ السّنا البهّار
- وجهَرتُ، من قُلُبِ الوِدادِ، ذمامَها
- فذَمَمتُ في سرّي وعندَ جهاري
- وشُهِرْتُ في الدّنيا، ومَنْ لي أن أُرى
- كالنّيّرِ الفاني، معَ الإشْهار
- وكأنّ ساهرَةَ السّماءِ تضَمّنَتْ
- أنَفاً، من التّسهيدِ والإسهارِ
المزيد...
العصور الأدبيه