الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن يقرب الموتُ مني >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- إن يقرب الموتُ مني
- فلستُ أكرهُ قُرْبَهْ
- وذاكَ أمنعُ حِصْنٍ،
- يصبِّرُ القبرَ دَرْبَهُ
- منْ يَلقَهُ لا يراقبْ
- خطباً، ولا يخشَ كُرْبَهُ
- كأنني ربُّ إبلٍ،
- أضحى يمارسُ جُرْبه
- أو ناشطٌ يتبغّى،
- في مُقفِر الأرض، عِربْه
- وإنْ رُددتُ لأصلي،
- دُفنتُ في شرّ تُربه
- والوقتُ مامرّ، إلا
- وحلّ في العمر أُربه
- كلٌّ يحاذرُ حتفاً،
- وليس يعدمُ شُربه
- ويتّقي الصارِمَ العضـ
- ـبَ، أن يباشر غَربه
- والنزعُ، فوق فراشٍ،
- أشقُّ من ألف ضربه
- واللُّبٌّ حارَبَ، فينا،
- طبْعاً يكابدُ حَرْبه
- يا ساكنَ اللحدِ! عرّفـ
- ـنيَ الحِمامَ وإربه
- ولا تضنَّ، فإنّي
- مَا لي، بذلك، دربه
- يَكُرُّ في الناس كالأجـ
- ـدَلِ، المعاود سِربه
- أوْ كالمُعيرِ، من العا
- سلات، يطرُقُ زربْه
- لا ذات سِرْب يُعّري الرّ
- دى، ولا ذات سُربه
- وما أظُنُّ المنايا،
- تخطو كواكبَ جَرْبه
- ستأخُذُ النّسرَ، والغَفْـ
- ـرَ، والسِّماكَ، وتِربْه
- فتّشنَ عن كلّ نفسٍ
- شرْقَ الفضاء وغَربه
- وزُرْنَ، عن غير بِرٍّ،
- عُجْمَ الأنام، وعُربه
- ما ومضةُ من عقيقٍ،
- إلا تهيجُ طرْبه
- هوىً تعبّدَ حُرّاً،
- فما يُحاولُ هرْبه
- من رامني لمْ يجدْني،
- إنّ المنازلَ غُربَه
- كانتْ مفارقُ جُونٌ،
- كأنها ريشُ غِرْبه
- ثمّ انجلتْ، فعَجبنا
- للقارِ بدّل صِرْبه
- إذا خَمِصْتُ قليلاً،
- عددْتُ ذلك قُربه
- وليسَ عندِيَ، من آلة
- السُّرى، غيرُ قِرْبه
المزيد...
العصور الأدبيه