الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن كنتَ ذارعَ أرضٍ لم ألُمْكَ بها، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إن كنتَ ذارعَ أرضٍ لم ألُمْكَ بها،
أبوالعلاء المعري
- إن كنتَ ذارعَ أرضٍ لم ألُمْكَ بها،
- أو كنتَ ذارعَ خَمرٍ فالمَلامةُ لكْ
- كم سَلّتِ الّراحُ من يُمناكَ، خادعةً،
- سيفَ الرّشادِ، وأعطتُه لمن خَتلَك
- قتَلتَها بمزاجٍ، وهيَ ثائرَةٌ،
- بما فعلتَ، وكم مثلٍ لها قَتَلَك
- ركبتَ منها كُمَيْتاً خَرّ فارِسُها،
- ولو ركبتَ سِواها أشهبَاً حملَك
- تُدعى الشَّموسَ، وما يُعني بذاكَ لها
- إلاّ الشّماسُ، فجنّبْ دائماً ثَملك
- إنّ الشَّمولَ رياحٌ شَمألٌ عصَفَتْ
- باللُّبّ، والسّكُر غَيٌّ فادحٌ شملَك
- أرحْ جِمالكَ من غَرْضٍ ومن قتبٍ،
- واجعل ظلامك، في نيل العلا، جمَلك
- أمّلتَها للمَغاني والغِنى، زَمَناً،
- فلم تَنلْ من يَسارٍ، أو هوًى، أملك
- أرسَلتَ إبْلكَ، قبلَ اليوم، هاملةً،
- وكان جَدُّك يرعى، مرّةً، همَلك
- أمّا الكَبيرُ، فما تَزدادُ شيمَتُهُ
- إلاّ قُبوحاً، فحسّنْ بالتّقى عمَلك
- وانبذ، إلى من تَشكّى قِرّةً، سَمَلاً
- من الثيابِ، وأورِدْ ظامئاً سمَلكْ
- لا ترمُلَنّ إلى الدّنيا، تُحاوِلُها،
- واصرِفْ إلى اللَّهِ مُعطيكَ المُنى رملَك
- لم تُبدِ لي عنكَ، إلاّ مُجمَلاً، خبراً،
- وقد شرحتَ لغيري، موضحاً، جُملك
- الأرضُ دارُ اهتضامٍ، والأنامُ بها
- مثلُ الذّئابِ، فأحرزْ دونهم حَمَلك
المزيد...
العصور الأدبيه