الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا ما أسَنّ الشّيخُ أقصاهُ أهلُهُ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إذا ما أسَنّ الشّيخُ أقصاهُ أهلُهُ،
أبوالعلاء المعري
- إذا ما أسَنّ الشّيخُ أقصاهُ أهلُهُ،
- وجَارَ عليهِ النّجلُ والعبدُ والعِرسُ
- وصارَ كبنتِ المُوم، تَسهرُ في الدّجى،
- بُكاهُ لهُ طَبعٌ، ولِمّتُهُ بِرْسُ
- وأكثرَ قَولاً، والصّوابُ لمثلِهِ،
- على فَضلِهِ، أنْ لا يُحَسّ له جرَس
- يُسَبِّحُ، كَيما يَغْفِرَ اللَّهُ ذَنْبَهُ؛
- رويدَكَ في عَهدِ الصّبا مُلىءَ الطِّرْس
- وقد كانَ مِن فُرْسانِ حَرْبٍ وغارةٍ،
- فلم يُغن عنْه السّيفُ والرّمحُ والتّرْس
- وأصبَحَ عند الغانيَاتِ مُبَغَّضاً،
- كأنْ خَزُّهُ خِزْيٌ، وعَنْبرُهُ كِرس
- عجِبتُ لقَبرٍ فيهِ ضيقٌ تَزاحَمَتْ،
- على الكون فيه، العُربُ والرّومُ والفرس
- متى يأكُلِ الجُثمانَ يَسكُنْهُ غيرُه،
- يدَ الدّهر، حَرساً جاء من بعده حَرس
- وكم دَرَسَتْ هذي البسيطةُ عالَماً،
- وعالَمُ جيلٍ من عَوائدِهِ الدّرْس
- لقد فَرَسَتْ تلكَ الأسودُ طوائفاً:
- أنيساً ووَحشاً، ثمّ أدركَها الفَرس
- وما بَرِحَ الإنسانُ في البؤس مُذْ جرَتْ
- به الرّوحُ، لا مُذ زالَ عن رأسه الغِرْس
- فلا تعذُلينا، كلُّنا ابنُ لَئيمَةٍ؛
- وهل تَعذُبُ الأثمارُ إن لؤمَ الغَرْس؟
- طفَونا ونَرسو الآن، لا سُرّ أسودي
- بملك البرايا، ما العراقُ وما النَّرس
- فإنّي أرى الكافورَ والطّيبَ، كلَّهُ،
- يَزولُ بموتٍ، جاءَ في يَدِهِ وَرس
- مضى النّاسُ، إلاّ أنّنا في صُبابَةٍ،
- كآخرِ ما تُبقي الحياضُ أو الخَرس
- ولم يَسمَعوا قَولاً، أمِن صَمَمٍ بهم؟
- ولم يُفهِموا رَجْعاً، كأنّهُمُ خُرْس
المزيد...
العصور الأدبيه