الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً،
- على عُجُزِ النساء، ولا العَذارَى
- ففي بطحاءِ مكّةَ سشرُّ قوم،
- وليسوا بالحُماةِ ولا الغَيارىَ
- وإنّ رِجالَ شيبةَ سادِنيها،
- إذا راحتْ، لكعبتِها، الجمارا
- قِيامٌ يدْفعونَ الوَفْدَ شَفْعاً،
- إلى البيتِ الحرام، وهم سُكارى
- إذا أخذوا الزوائفَ أولجوهم،
- ولو كانوا اليهودَ أو النصارى
- متى آداكِ خيرٌ، فافعليه،
- وقولي، إن دعاكِ البِرُّ: آرا
- فلو قيلَ الغُواةُ، عرفتِ كَشفي،
- من الكذِبِ المموَّهِ، ما توارى
- ولا تثقي بما صنعوا وصاغوا،
- فقد جاءت خيولُهُمُ تَبارى
- جرتْ زمناً، وتسكنُ بعد حينٍ،
- وأقضيةُ المهيمنِ لاتُجارى
- لعلّ قِرانَ هذا النجمِ يَثْني،
- إلى طُرق الهدى، أُمَماً حيَارى
- فقد أودى بهم سَغَبٌ وظِمْأٌ
- وأيْنُقُهُمْ، بمَتلفَةٍ، حَسارى
- وما أدري: أمَنْ فوقَ المهارى
- ألَبُّ، إذا نظرتُ، أمِ المهارى؟
- أتتهم دولةٌ قهرَتْ وعزّتْ،
- فباتوا في ضلالتِها أُسارى
- وظنّوا الطُّهرَ متّصلاً بقومٍ،
- وأُقسِمُ أنهمْ غيرُ الطهارى
- وما كَرِيَتْ عيونُ الناس جمعاً،
- ولكن في دُجُنّتِها تَكارى
- لهم كَلِمٌ تخالفُ ما أجنّوا،
- صدُروُهمُ بصحتّهِ تَمارى
المزيد...
العصور الأدبيه