الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أعِكرِمَ! إنْ غَنّيتِ ألفَيتِ نادِباً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
أعِكرِمَ! إنْ غَنّيتِ ألفَيتِ نادِباً،
أبوالعلاء المعري
- أعِكرِمَ! إنْ غَنّيتِ ألفَيتِ نادِباً،
- فلا تَتَغَنّيْ، في الأصائلِ، عِكرما
- بنَظمٍ شَجا، في الجاهليّةِ، أهلَها،
- وراقَ، معَ البعثِ، الحنيفَ المخضرما
- وقد هاجَ، في الإسلامِ، كلَّ مُوَلَّدٍ،
- وأطرَبَ ذا نُسكٍ وآخرَ مُجرما
- لكِ النّصحُ مني، لا أُغاديكِ خاتلاً
- بمكرٍ، ولكني أُغاديكِ مُكرِما
- إذا ما حذِرْتِ الصّقرَ يوماً فحاذري
- أخا الإنسِ أيّاماً، وإن كان مُحرِما
- يَصوغُ لكِ الغاوي، قلادَةَ هالكٍ
- من الدّمِ، تُخبي وجدَكِ المتضرّما
- وكم سحَقتْ كفّاهُ مثلَكِ في ضُحا
- شَبيبَتِها، إذْ لم تَرَ الدّهرَ مُهرما
- وراعَ، بقَهرٍ، من جناحكِ آمناً،
- فظلّ، على الرّيشِ، النهوضُ مُحرَّما
- وقد يُبرِمُ الحَينَ القَضاءُ بناشىءٍ،
- يراوِحُ خيطاً، شدّهُ بكِ، مُبرَما
- كما قَيّدَ السّلطانُ حِلفَ جنايَةٍ
- ليَقتَصّ منهُ، أو ليُغرِمَ مَغرما
- فزوري وبارَ القفرِ من كلّ وابرٍ،
- وإلاّ فرومي خَلفَ ذلكَ مَخرما
- بحيثُ توافينَ الصّحابيَّ مُعوزاً
- من النّاس، والماءَ السّحابيَّ خِضْرِما
- وحِلّي بقافٍ، إنْ أطَقْتِ بلوغَهُ،
- فأفني لَدَيهِ عُمرَكِ المُتَصَرّما
المزيد...
العصور الأدبيه