الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أجْزاءُ دهرٍ ينقضينَ، ولم يكنْ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- أجْزاءُ دهرٍ ينقضينَ، ولم يكنْ
- بيني وبَينَ جميعِهِنّ جِوارُ
- يمضي، كإيماضِ البروقِ، وما لها
- مُكثٌ، فيُسمَعَ، أو يُقالَ حوار
- أنوارُ مَهلاً! كم ثَوى من رَبرَبٍ
- نُورٍ، ولاحتْ، في الدّجى، أنوار
- منعَ الزّيارَةَ، من لميسَ وزَينَبٍ،
- حتفٌ، لكلّ خَريدةٍ زَوّار
- وتَسيرُ عن أترابها، لتُرابها
- جُمْلٌ، ويورَثُ دُملُجٌ وسوار
- يرمي، فلا يُشوي الزّمان، إذا رَمى
- سهْماً، وأخطأ ذلكَ الاسوار
- ونَسُورُ للرُّتبِ العُلا، فيردُّنا،
- للقدرِ، صرْفُ نوائبٍ سَوّار
- وكأنّما الصّبحُ الفتيقُ مهنّدٌ
- للقَهرِ، ماءُ فرِندِهِ مَوّار
- قد ذَرّ قرْنٌ، ثمّ غابَ، فهل له
- معنًى؟ أجلْ، هو للنّفوسِ بَوار
- إن غارَ بيّتَ أُمَّنا في لَيلِهِ،
- فإذا يَغُورُ، فثائِرٌ مَغوار
- صُوَرٌ تُبَدَّلُ غيرَها، فمعوَّضٌ
- بالخَيطِ خيطٌ، والصُّوارِ صوار
- إني أُواري خَلّتي، فأريهِمُ
- رِيّاً، وفي سرّ الفؤادِ أُوار
- يُخفي العيوبَ، وفي الغُيوبِ حديثها،
- وغداً يُبيّنُ، أمرَها، المِشوار
- وونَى الرّجالُ العاملونَ، وما ونَى
- فَلَكٌ، بخدمَةِ ربّهِ دوّار
- ويكرُّ، من جيشِ القضاءِ، مسلَّطٌ،
- ثورٌ وشابَةُ، تحتَهُ، خوّار
- أطوارَ دارِكَ بعتَهُ منْ ظالِمٍ؛
- والناسُ، مثلُ زمانهمْ، أطوار
- ما زالَ ربُّكَ ثابتاً في مُلكِه،
- يَنمي إليهِ، للعِبادِ، جُؤار
- وأتت على الأكوارِ، جمعِ الكور، والـ
- ـكورِ المسرَّحِ، هذه الأكوار
- أيّامَ، سنبلةُ السّماءِ زريعةٌ،
- وسُهَيلُها، فحلُ النّجومِ، حُوار
المزيد...
العصور الأدبيه