الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معروف الرصافي >> يا عدل طال الانتظار فعجلِ >>
قصائدمعروف الرصافي
- يا عدل طال الانتظار فعجلِ
- يا عدل ضاق الصبر عنك فاقبل
- يا عدل ليس على سواك معوَّل
- هلا عطفت عن الصريخ المعْول
- كيف القرار على امور حكومة
- حادث بهنَّ عن الصريخ المعول
- في الملك تفعل من فظائع جورها
- ما لم تقل، وتقول ما لم تفعل
- ملأت قراطيس تباع وتشترى
- فغدت تفَوَّض للغنيِّ الأجهل
- تُعطى مؤجلة ً لمن يبتاعها
- ومتى انقضى الأجل المسمى يُعزَل
- فيروح يشري ثانياًوبما ارتشى
- قد عاد من اهل الثراء الاجزل
- فيظَلَّ في دار الخلافة راشيا
- حتى يعود بمنصب كالاول
- سوق تباع بها المراتب سميت
- دار الخلافة عند من لم يعقل
- أبت السياسة أن تدوم حكومة
- خصت برأي مقدّسِ لم يسأل
- مثل الحكومة تستبدُّ بحكمها
- مثَل البناء على نقا متهيِّل
- يا أمة ً رقدت فطال رُقادها
- هبي وفي امر الملوك تأملي
- أيكون ظل الله تارك حكمه الـ
- ـمنصوص في آي الكتاب المنزل
- أم هل يكون خليفة لرسوله
- من حاد عن هَدي النبي المرسل
- كم جاء من ملك دهاك بجوره
- ولواك عن قصد السبيل الأفضل
- يقضي هواه بما يسومك في الورى
- خسفا وينقم منك ان لم تقبلي
- ويروم صبرك وهو يسقيك الردى
- ويريد شكرك وهو لم يتفضَّل
- وقد استكنْت له وأنت مُهانة
- حتى صَبِرت لفتكه المستأصل
- بات السعيد وبت فيه شقية
- تستخدمين لغية المسترسل
- تلك الحماقة لا حماقة مثلها
- حمقاً هو من صحيح تعقل
- ان الحكومة وهي جمهورية
- كشفت عماية قلب كل مضلل
- سارت الى أوج العباد بسيرة
- أبدت لهم حُمق الزمان الأول
- فسموا الى أوج العلآء ونحن لم
- نبرحْ نسوجُ إلى الحضيض الأسفل
- حتى استقلوا كالكواكب فوقنا
- تجلو الظلام بنورها المتهلل
- وَعَلوا بحيث إذا شخصنا نحوهم
- من تحتهم ضحكوا علينا من عِل
- لبسوا ثياب فخارهم موشية ً
- بالعز وهي من الطراز الأكمل
- نالوا وصال منى النفوس وانها
- حرية العيش الرغيد المُخضل
- حتى أقيم مجسماً تمثالها
- بين الشعوب على بناء هيكل
- تمثال ناعمة الشمائل وجهها
- تزداد نوراً منه عينُ المجتلى
- أفبعد هذا يا سراة مواطني
- نرضى ونقنع بالمعاش الأرذل
- الغوث من هذا الجمود فإنه
- تالله أهونُ منه صُمَّ الجندل
- قد أبحرت شمُّ الجبال وأجبلت
- لجج البحار ونحن لم نتبدل
- ما ضركم لو تسمعون لناصحٍ
- لم يأت من نسج الكلام بهلهل
- حتّام نبقي لُعبة لحكومة
- دامت تجرّعنا نقيع الحنظل
- تنحوا بنا طرق البوار تحيُّفا
- وتسومنا سوءَ العذاب الأهول
- هذا ونحن مُجَدَّلون تجاهها
- كالفار مرتعدا تجاه الخيطل
- ما بالنا منها نخاف القتال ان
- قمنا اما سنموت ان لم نقتل؟
- يا عاذلاً فيما نفثت من الرُّقى
- وعزمت فيه على الصريع المهمل
- انظر لصرعة من رقيب وطولها
- فإذا نظرت فعند ذلك فاعذُل
المزيد...
العصور الأدبيه