الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> العاذلون >>
قصائدمحمد القيسي
- وأقطف ما أشتهي ,
- من ثمار الجبال علانية ,
- ليس بي رغبة في جوار المدينة ,
- أو نهرها
- وأقطف ما أشتهي
- ليكون طريقي إلى غيرها
- فليس على بابها ما أراه جديرا بحزني
- جديرا بممتلكات دمي ,
- وجديرا بما ضاع منّي
- فيا عاذلي لا تلمني
- لقد عقرت ناقتي ..
- حين كنت أغنّي
- وأنشر فوق السطوح مناديل عبلة ,
- والأرض تأخذ عنّي
- فهل صار عنترة الآن نسيا ,
- وغابت بروق يديه ,
- لتبدأ قصة لوني !
- وأعرف عنها ..
- فلا خلّها الآن خلّي
- ولا ظلّها عاد ظلّي
- وأعرف كانت هواي ,
- وكانت صباي ,
- وأهلي
- وكانت نوافذ يومي
- أطلّ إلى الأرض منها ,
- وأحضن وجها بعيدا لأمي
- ووشما على خصرها
- فيا أيّها العاذلون لماذا أقف !
- حمام القباب بعيد ,
- وروحي هنا قطرة قطرة ,
- تستوي وتجف
- وأغنيتي ترتجف
- ولم يبق من سرّها
- حجاب ,
- ولا غامض ,
- ما كشف
- وما كنت فتاها
- أجيء إليها ,
- فأبحث عمّا يوحدّني بالأزقة ,
- كانت تضمّ إلى صدرها
- نشيدي ..
- وألقي برأسي إلى حجرها
- وثمّة ما كان يرعش في اللمسة الحانية
- وكانت تخف
- إذا ما ندت آهة في البعيد ,
- وتجزع إمّا قصف
- غزال على راحتي ,
- فلماذا أقف !
- أرى وجهه لم يعد صافيا ,
- مثلما كان قبل مئئئات السنين ,
- وقبل نصال السكاكين ,
- قبل كهولة روحي على بابها
- فهل عرفت ما بها
- لماذا أقف
- ولا عشب في بحرها !
- وكيف إذا ما مررت وعاينت ما ..
- تفعل الآن بي
- كيف لا انعطف
- فماذا تبقّى لديّ
- لقد بدّلت ثوبها الساحليّ
- ***
- وألفيتني في بوادي يديها ,
- بلا كسرة ,
- أو مزامير ,
- تفضي إلى دالية
- فيا أيّها الفلكيّ
- نجومك ماذا تقول , وأين تراه حبيبي
- لماذا تأخر جدا عليّ
- لماذا تأخر ؟
- رأيت المدينة تغفو على عرشها خاوية
- وقلبي وحيد على ناصية
- يدور , يدور ,
- وطعنته داوية
- لماذا إذن أيّها العاذلون أقف !
- وهل تعرفون لماذا
- إذا ما تمهّلت ,
- تصرخ فيّ الجبال : انصرف ؟!
المزيد...
العصور الأدبيه