الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> عندما يرحل الرفاق >>
قصائدفاروق جويدة
- تاهت خطاي عن الطريق
- لا ضوء فيه.. ولا حياة.. ولا رفيق
- والبيت.. أين البيت؟!
- قد صار كالأمل الغريق
- و عواصف الأيام تقتلع الجوانح
- بالأسى الدامي.. العميق
- وتلعثمت شفتاي قلت لعلني
- أخطأت.. في الليل الطريق
- وسمعت صوت الليل يسري.. في شجن:
- قدماك خاصمتا الطريق
- رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
- * * *
- يا ليل..
- يا من قد جمعت على جفونك شملنا
- يا من نثرت رياض دفئك حولنا
- وحملت أنسام الربيع رقيقة
- سكرى لترقص.. بيننا
- أتراك تذكر من أنا؟
- أنا صاحب البيت القديم
- يوما تركت لديك حبا عاش مفتون.. المنى
- و سمعت صوت الليل يسري.. في شجن
- رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
- * * *
- ودخلت بيتي و السنين تشدني
- وروائح الماضي القديم.. تضمني
- البيت يعرف خطوتي
- في مدخل البيت الحزين رأيت كل حكايتي
- الأرض تبتلع الزهور
- وأزهار النوار في تابوتها
- أطلال عطر.. أو قشور
- فوق القاعد كانت الحشرات تجري.. أو تدور
- والهمس يسري بينها
- جمع التراب رفاقه حولي و حدق.. في غرور:
- أتراك جئت لكي تحطم بيتنا
- وسألته في دهشة:
- أتراك تعرف من أنا؟
- أنا صاحب البيت القديم
- نهض التراب وقال في غضب:
- شيء عجيب ما أرى..
- ماذا تريد؟
- كل الذي في البيت يعرف أنني
- أصبحت صاحبه الجديد
- وعلى جدار الصمت نامت صورتي
- تاهت ملامحها مع الأيام مثل.. حكايتي..
- ودموعها تنساب كالماضي وتروي قصتي..
- بجوار مقعدنا رأيت جريدة
- فيها مواعيد السفر..
- ومتى تعود الطائرة..
- وشريط أغنية لعل رنينها
- قد ظل يسرع.. ثم يسرع
- خلف ذكرى.. حائرة
- فتوقفت نبضاتها..
- وسمعتها:
- (أيها الساهر تغفو..
- تذكر العهد.. و تصحو..
- و إذا ما التأم جرح جد بالتذكار.. جرح
- فتعلم كيف تنسى و تعلم.. كيف تمحو)
- * * *
- وعلى سريري ماتت الأحلام وانتهت.. المنى
- يا حجرتي.. يا صورتي..
- يا كل ما أحببت من هذا الوجود
- يا وردتي يا أعذب الألحان في دنيا الورود
- أنا صاحب البيت القديم!!
- لا شيء ينطق في السكون
- لا شيء يعرف.. من أكون؟!!
- وسمعت صوتا يقتل الصمت الرهيب:
- أنت الذي ترك الزهور..
- لكي تموت من الصقيع..
- كل الذي في البيت عاش و ظل يحلم بالربيع..
- كل الذي في البيت مات
- كل الذي في البيت مات
- * * *
- ومضيت نحو الصوت تنهرني الخطى..
- فوجدته قلمي ينام على كتاب
- ودماؤه الحيرى تئن على التراب
- ومضى يحدثني بحزن.. و اكتئاب:
- لم يا صديقي قد هجرتم بيتنا
- وتركتم الحب الصغير يموت حزنا.. بيننا
- في كل يوم كان يسأل: أين أمي؟؟ أين راح أبي؟!
- تراني.. من أنا؟!
- ما زلت أذكر يا رفيقي ساعة الأمس الحزين
- أنا لا أصدق أن قلبك جرب الأشواق
- أو ذاق الحنين
- ما كنت أحسب أن مثلك قد يخون
- أو أن طيف الحب في دنياك يوما.. قد يهون
- * * *
- أمسكت بالقلم الذي يبكي أمامي في جنون..
- هيا إلي فربما نجد الطريق
- هيا إلي فربما نجد الرفيق
- ماذا أقول؟!
- تاهت خطاي عن الطريق..!
المزيد...
العصور الأدبيه