الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> المدينة تحترق >>
قصائدفاروق جويدة
- الدار يا أماه طفل يحترق
- هذي ذئاب النار بالأحزان تسرع
- خلف حلم يختنق
- شرفات منزلنا الصغير
- على نحيبك لم تزل
- تنشق حزنا.. وألم
- والدار يعصرها اللهيب
- وصارت الأنفاس فيها كالعدم...
- * * *
- النار تسري في مدينتنا وليس لنا مجير
- أكلت حدائقنا مزارعنا
- وعصفوري الصغير
- أكلت جوانحنا مدامعنا..
- وأحرقت الغدير
- النار يا أماه أحرقت الغدير!!
- * * *
- النار يا أمي تحوم على مشارف بيتنا
- وأنا أموت على مكاني كل شيء..
- صار نارا حولنا
- أترى سنتركها
- لتأكل بسمة الأيام والأمل الوليد؟!
- النار تنهش في الدماء وفي النساء وفي الحديد
- النار تسكر في الزحام
- على بقايا.. من شهيد
- * * *
- النار يا أمي على الباب الكبير
- والناس تصرخ والكبير يدوس على أشلاء الصغير
- والمسجد الخالي يذوب مع المآذن يحترق
- وعليه صورة طفلة
- ركعت على أنفاسها
- من ذا يصدق أنها..
- ذهبت هناك لتختنق؟
- صلواتها تبكي يتوه نحيبها بين الحريق
- والمنبر المسكين في وسط الحريق
- كأنه طفل.. غريق
- * * *
- الناس تلقي نفسها بين اللهب
- وصراخ أطفال وحزن أرامل
- والكل يسأل.. ما السبب؟؟
- النار منا تقترب
- النار يا أمي تدمر دارنا..
- هذي دماء الدار تسقط
- من ثنايا.. ثغرها
- أكلت عيون الدار
- ألقت في اللهيب بسحرها
- ذبحت شجيرتنا التي
- عشت الحياة بعطرها
- * * *
- الدار يا أماه طفل يحترق..
- صدري من الدخان
- يصرخ.. كاد صدري يختنق
- أماه..
- النار مني تقترب
- أماه إني أختنق
- أماه...
- أماه...
المزيد...
العصور الأدبيه