الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> قد قام عرشك في أعز مكان >>
قصائدجبران خليل جبران
- قد قام عرشك في أعز مكان
- وعليه هامات الجبال حواني
- وجرى المسلسل من نميرك مخرجا
- عن جانبي مجراه نضر جنان
- ينصب في الوادي البعيد قراره
- بأحب تهدار إلى الآذان
- سيل بمنقطع سحيق غوره
- للصخر في مهواه شبه ليان
- كوشاح هفهاف تدلى من عل
- متحليا بالدر والعقيان
- ما أنفس الوقت الذي في قربه
- يقضى وما يعطي بلا أثمان
- تجري وراء نطافه أشجاننا
- فكأنهن يسلن بالأشجان
- للحسن آيات مواثل حوله
- من مثلج صدرا ومن فتان
- ما تخدع العينان فيه جماله
- كدمال ما تتحقق العينان
- أنظر بأيمنه إلى الرأس الذي
- يزهى بروعة تاجه الروماني
- تكسو جلالتها لصباح وقد بدا
- يزدان بالأنوار والألوان
- وانظر بأيسره إلى الطود الذي
- فيه من الإبداع فن ثاني
- تجد الأصيل مشققا ونضارة
- بين الجذوع يسيل والأغصان
- وتجد سناما مستطيلا قاتما
- يهتز في بحر من اللمعان
- يلعوه تمساح تضرب دونه
- موج السنى ويعب ظالظمآن
- سرح بحيث تشاء طرفك لا يقع
- إلا على ما فوق كل بيان
- أتى الطبيعة وهي أرم أقبلت
- بثديها وبها أبر لبان
- تسقي مدارجها وتلقى درها
- عفوا على الأغوار والقيعان
- فإذا سموت إلى الذى ترنو إلى
- ما دونها من مرتمي العقبان
- أخذتك بالتقوى ولست بمتق
- وعرفت سر صوامع الرهبان
- ألنفس في إشراقها من شاهق
- تثنى بهيبته إلى الإيمان
- جزين في هذي الحلى موفورة
- نعماؤها مرفوعة البنيان
- أما الهواء فما أرق إذا سرى
- بين الصنوبر عابق الأردان
- والماء ما اصفى موارده وما
- أشفى نداه لمهجة الحران
- هذا المعاش موإنه غنم لمن
- يهوى الحياة خلت من الآدران
- وخلت من الآفات والعلل التي
- تأتي من الكفات في العمران
- يا أهل جزين الذين تجلموا
- بمكارم الأخلاق والعرفان
- من نخبة في شيبها وشبابها
- غر الخلال وصفوة الاعيان
- طوقتموني بالجميل ولم أكن
- اهلا لهذا الفضل والإحسان
المزيد...
العصور الأدبيه