الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> سلمت لو أن السهم سهم مقاتل >>
قصائدجبران خليل جبران
- سلمت لو أن السهم سهم مقاتل
- ولكن ما أصماك سهم مخاتل
- تغافل منك الرأي طرفة مقلة
- فخولستها والدهر ليس بغافل
- وقد علم الموت الذي بت حربه
- مراسك في دفع الرزايا الجلائل
- ولكنها الأعمار إن هي عوجلت
- فلا حول في رد القضاء المعاجل
- قضاء بإفناء الحياة موكل
- إلى أن يكون الموت آخر زائل
- فليس بمنج منه قلب مناضل
- إلى آخر الأنفاس أو عزم باسل
- ولا حرص أحنى الوالدات على ابنها
- ولا جهد أوفى برة في العقائل
- ومن لم يمت بالداء فالطب لم يزل
- سلاح المنايا في يدي كل جاهل
- له الويل من ليل طويل وساعة
- حسبنا المدى في سيرها المتثاقل
- رى شهبة والدمع يغشى عيوننا
- تلوح وتخفى كالدموع السوائل
- ونسمع منه في السكون تنهدا
- وذاك صدى أنفاسنا في المخايل
- وقفنا به نقضي وداع حبيبنا
- حيارى كأشباح بواك ثواكل
- ننادي أبر الأصدقاء ولم يكن
- يخيب إذ يدعى رجاء لآمل
- ننادي أبا جبريل باسم وحيده
- وقد كان لا يعتاق عنه بشاغل
- فتى المجد إن القوم جالوا وساجلوا
- وأرخى عنان الرأي كل مطاول
- فأين الذي كان المقدم فيهم
- وكان وديع النفس عف الشمائل
- وأين الذي صمصامه دون عزمه
- مضاء إذا ما استله في المعاضل
- وأين الذي كانت بوادر فكره
- تخطف برق في قطوب المشاكل
- وأين الذي في كل مصر يحله
- له المنزل المرفوع بين المنازل
- وأين الذي ميعاده غير مخلف
- وتسبق منه القول غر الفعائل
- ألا في سبيل الله أوفى مفارق
- وفي ذمة العلياء أكرم راحل
- وذاك الشباب الغض والهمة التي
- تدوس إلى غاياتها كل حائل
- وتلك العيون الناطقات لحاظها
- بأجلى بيانا من مقالة قائل
- وذاك الفؤاد الثبت في كل أزمة
- إذا مرت الأحداث مر الزلازل
- بشارة جل الخطب فيك وإنه
- لخطب عميم للعلى والفضائل
- فإن تبك مصر فهي تبكي مصابها
- بأروع ميمون النقيبة فاضل
- وإن تبك سوريا فقد كنت ركنها
- وكنت أبر ابن لأجزع ثاكل
- وإن تبك أرباب الصحائف ترحة
- فقد يعرف التالون فضل الأوائل
المزيد...
العصور الأدبيه