الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> تمضي وأنت مضنة الأوطان >>
قصائدجبران خليل جبران
- تمضي وأنت مضنة الأوطان
- ودريئة ذخرت لهذا الآن
- هذا هو الخطب الجل وهذه أدعى رزاياها إلى الأشجان
- عذرا إذا الم الثكول تولت
- وفقيدها هو آثر الفتيان
- كانت مقلدة قلادة أنجم
- زهر يزين نظامها قمران
- فتناثرت منها الكواكب وانطوى
- قمر فكن عزاؤها فيا لثاني
- حتى إذا ما انقض جدد رزؤه
- أرزاءها وقضى عل السلوان
- عودا بنا نعرض جهودا كرست
- للمجد صرحا باذخ البنيان
- في عرضها عظة على تكرارها
- تزكو وإتتك ملء كل جنان
- إني لأحضرها وقلبي سامع
- عتبا تردده بغي لسان
- تلك المنى نثرت لهن دماؤكم
- ومهرن بالأرواح والبدان
- ألمثل ما أفضت إليه حالكم
- يا قوم من خلف ومن خذلان
- من ذا يرد على البلاد واهلها
- عهد الوئام وقوة الإيمان
- زعماؤها متكافلون ونشئها
- أجنادهم بالطوع واّعان
- العيش تكسوه المفاخر نضرة
- والأرض تسفى بالنجيع القاني
- إن أطلقوا أو قيدوا إن أموا
- أو شردوا حالاهم سيان
- وزماجر الإيعاد في أسماعهم
- أشابه مطربة من الألحان
- حتى الإناث لم يكن من شأنها
- خوض الغمار بجانب الذكران
- برزت إلى الساحات لا يعتاقها
- خفر وهل خفر بدار هة ان
- ألجايات الورد رامت حظها
- في كل مرمى من رصاص الجاني
- يا حسنها وبنانها مخضوبة
- بجراح من تأسو من الشجعان
- في ذلك الزمن الكبير بما جرى
- فيه وإن هو قل في الأزمان
- ذاق الطغاة مرارة الورد الذي شرعوا وساءت شرعة الطغيان
- وتبينوا خطر اللداد فلينوا
- من جفوة الجبروت والسلطان
- ومشوا إلى زعماء مصر كما مشى
- اقران مملكة إلى اقران
- ماذا بلوا من ظرف عدلي ومن
- راي يدار ومن ثبات جنان
- يتساجلون وفي المساجلة الهدى
- إذ تبرأ النيات من ادران
- ويروح عدلي ويغدو ساعيا
- لبقا إلى الغايات في اطمئنان
- لم يعد أحكم خطة يختطها
- فيما يباعد تارة ويداني
- إن ينقصم سبب يصله وإن يقع
- خطل يذه بمقاطع البرهان
- إيمانه الوضاح نجم ثابت
- في القطب والأفلاك في الدوران
- يقع اختلاط الراي غلا حيثما
- يبدو سناه لمقلة الحيرا
- ما زال يدفع غاصبي أوطانه
- حتى أدال الله للأوطان
- أما سريرته وسيرته فلم
- تتخالفا في السر والإعلان
- لم يشهد الندمان عدليا إذا
- رفع الوقار بمجلس الندمان
- كلا ولم ير في مقام رصانة
- متكلما كتكلم النشوان
- كلا ولم تشغله ذات خلاعة
- كلا ولم تفتنه بنت دنان
- أما شمائله ففي نفحاتها
- عبق القرابة من أولي التيجان
- ولها حلى مما تلاحظه النهى
- في اللوذعي العاطل المزدان
- آدابه آداب إنسان إذا
- كملت معاني النبل في الإنسان
- يهدي ابتسامته على قدر فما
- هو بالسخي بها ولا الضنان
- إن ابتسامات الوجوه كثيرة
- درجاتها ولها لطاف معان
- وتبسط المعطي بها من نفسه
- غير التبسط من عطاء بنان
- أخلاقه كملت مصفاة فما
- شيبت بشائبة من النقصان
- يرعى كرامته ويحذر كل ما
- يزري بجانبها الرفيع الشان
- واللطف باد والإباء ممثل
- في شخصه المتأنق المتواني
- والحلم فيه سجية ملكية
- فوق القلى والغل والعدوان
- من يغتفر لعدوه وصديقه
- ذنبا فتلك نهاية الإحسان
- فليجمل الله العلي ثوابه
- ويقره في خالدات جنان
المزيد...
العصور الأدبيه