الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> مأساة الميناء >>
قصائدبدر شاكر السياب
- سل الميناء لو سمع الخطابا
- فروي غلة الصادي جوابا
- و ابطال ( النقابة ) كيف باتوا
- يذوقون المذلة و العذابا
- أذنب أن يقال لنا حقوق
- أبي أصحابهن لها اغتصابا
- و عدل أن تجرع كل حر
- يد المستعمرين قذى و صابا
- حلال لابن ( لندن ) في حمانا
- دم ابن الرافدين فلا عتبا
- وجور أن نمد يدا إليه
- و حق أن يمد لنا حرابا
- جموع الكادحين و جمعتنا
- مصائب ست أدركها حسابا
- و حقد إن ذممت سواه حقدا
- فلا ألقاه إلا مستطابا
- على المستعمرين بصب نارا
- و أبناء الثراء لظى مذابا
- و رثناه الأبوة و هو باق
- سنورثه البنين منى عذابا
- و دنيا لا يغيب العدل عنها
- إذا هو عن سواها كان غابا
- بربك حدثيني أي جان
- تصيد منك أبناء نجابا
- و أمسى منك دون حمى أمين
- تحد جنوده ظفرا و نابا
- أطل على النقابة منه طرف
- مغيظ كاد يلتهب التهابا
- و أزجى مثقلين بنافثات
- لهيب النار يحملن الحرابا
- يذيقون المهانة كل حر
- دعاه هوى النقابة فاستجابا
- و ما غير المطارق من سلاح
- و قد كرمت إلى الحق انتسابا
- لك الفخر المخلد من جيوش
- على الجمع القليل تجوز بابا
- وصانك من عدوك ( مستشار )
- و حسبك أن غدوت له ذنابى
- رضاه بأن تريعي كل دار
- تضم الكادحين و قد أصابا
- فما كالكادحين له عدو
- إذا استرضاه مرتزق و حابى
- أبالأغلال يخنق صوت شعب
- تهزأ بالحمام لقد تغابى
- دع الآفاق تزخر بالضحايا
- و سمع الريح يمتليء انتحابا
- و غذ بنا السجون و من دمانا
- فرو البيد أو فاسق السرابا
- فيا غير الجلاء لك انتهاء
- فإن الشعب قد هتك الحجابا
- و ألوى بالطغاة فما توانى
- و بالمستعمرين فما أنابا
- جموع الكادحين و جل عارا
- رضانا بالهوان وخس عابا
- دعاك إلى النضال شقاء شعب
- تحمل من مذلته الصعابا
- خذي يالثأر خصمك لا تليني
- وجدي غير قاصرة طلابا
- و سار لك الغد الزاهي فسيري
- وزيدي من محياه اقترابا
- و أصمي في جوانح كل طاغ
- فؤادا كان للشر استجابا
- يكاد الظامئون من الضحايا
- يصيحون اجعلي دمه شرابا
- تطل عليك أحداق العذارى
- من الأكفان حانقة غضابا
- دم الأعراض عاد بها اصفرارا
- و عاد على يد الجاني خضابا
- و أجسام الطغاة حجين عنا
- ضياء لا نريد له احتجابا
- ستنصب الأشعة من خروق
- رصاص الشعب زاذ بها انصبابا
- لك الغد و الحياة و للأعادي
- معاول تحفرين بها الترابا
- فصيحي ( بالحليف إليك عنا
- فلا حلفا نريد و لا انتدابا
المزيد...
العصور الأدبيه