الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> فرار عام 1953 >>
قصائدبدر شاكر السياب
- في ليلة كانت شرايينها
- فحما و كانت أرضها من لحود
- يأكل من أقدامنا طينها
- تسعى إلى الماء
- إلى شراع مزقته الرعود
- فوق سفين دون أضواء
- في الضفة الأخرى يكاد العراق
- يومىء ؟ يا أهلا بأبنائي
- لكننا واحسرتا لن نعود
- أواه لو سيكارة في فمي
- لو غنوة لو ضمة لو عناق
- لسعّفة خضراء أو برعم
- في أرضي السكرى برؤيا غد
- إنا مع الصبح على موعد
- رغم الدجى يا عراق
- ريف وراء الشطّ بين النخيل
- يغفو على حلم طويل طويل
- تثاءبت فيه ظلال تسيل
- كالماء بين الماء و العشب
- يا ليت لي فيه
- قبرا على إحدى روابيه
- يا ليتني ما زلت في لعبي
- في ريف جيكور الذي لا يميل
- عنه الربيع الأبيض الأخضر
- السّهل يندى و الرّبى تزهر
- ويطفيء الأحلام ي مقلتي
- كأنها منفضة للرماد
- همس كشوك مسّ من جبهتي
- ينذر بالسارين فوق الجياد
- ( سنابك الخيل مسامير نار
- تدق تابوت الدجى و النهار :
- ناعورة تحرس كرم الحدود
- أثقل طين الخوف ما للفرار
- من قدم تدمى و مدّ السّدود
- أمن بلادي هارب ؟ أيّ عار
- و ارتعش الماء و سار السّفين
- و هبّت الريح من الغرب
- تحمل لي دربي
- تحمل من قبرها ذرّ طين
- تحمل جيكور إلى قلبي
- يا ريح يا ريح
- توهّجت فيك مصابيح
- من ليل جيكور أضاءت ظلمة السفين
- لأبصر الأعين كالشّهب
- تلتم حولي لأراها تلين
- و أنجم الشطّ زهور كبار
- أوشكت أن أبصر سيقانها
- تمتد في الماء تمس القرار
- لملم فجر الصيف ألوانها
- كأنها أوجه حور تحار
- فيها تباريح الهوى و الحياء
- كأنّها زنبق نار و ماء
المزيد...
العصور الأدبيه